بداية وقبل أن أخوض في حديث هذا اليوم أود أن أشكر قرائي الأعزاء الذين تابعوا بإهتمام مقالي في الأسبوع الماضي عن "وطن نظيف" ولم يسعني الوقت للرد عليهم.. فقد أعجبت تماما بما قاله السيد ماهر رزيق الذي حرص على تبني نظرية الجمال وحب الجمال وصولا للنظافة في التعليق الذي أرسله على المقال، كما أشكر أيضا المهندس مجدي صادق على رأيه الصادق والمخلص لبلده دائما وأعتذر إذا كنت نسيت أحد من القراء الأعزاء أصحاب الآراء البناءة والمحترمة. لا شك أن كلنا يتابع في هذا الشهر الكريم كم الإعلانات المنهمر علينا كالسيل، ولا شك أيضا أن محبي هذا البلد العظيم يتأثر جدا بالإعلانات التي تحثنا على فعل الخير سواء في رمضان أو باقي شهور العام.. ولا شك أيضا أن بلدنا "فيها حاجة حلوة" بإخلاصنا وحبنا وإيماننا بالتفاني من أجلها. الإعلانات الكثيفة التي نشاهدها على شاشة قنواتنا وفضائيتنا المحلية كانت مادة حوار بيني وبين مجموعة من الأصدقاء في أحد الليالي الرمضانية وأدهشني جدا الجدل الذي دار حين بدأ الحديث عن إعلانات التبرعات سواء لمستشفى 57357 أو لمستشفى ومعهد أبحاث القلب أو للصرح العظيم الذي أقامه الدكتور مجدي يعقوب المحترم الذي أجله وأقدره (رغم أنني لم ألتقيه وجها لوجه في حياتي) لأنه من القلائل الذي سافر وتغرب وظلت مصريته تسري فيه حتى النخاع، ويمكنك أن "تستطعمها" في حديثه عندما يتكلم.. وهو أقل ما يقال عن طبيب أراد نقل تجربته لبلاده ليفيد بها أبناء وطنه.. فحرص على تشييد صرح لمرضى القلب على أعلى مستوى ينافس به الغرب في مسقط رأسه الذي عاش فيه.. في أسوان، كما لن يكون له مثيل في الوطن العربي كله ولكن... بإيماننا ومساهمتنا ووقوفنا إلى جانب من يريد حقا مساعدة بلدنا. كل هذه المقدمة فقط لأروي لكم الحديث الذي دار بيننا كما أتمنى أن أستمع لرؤيتكم أيضا في هذا الشأن.. هناك من أعجبته الفكرة وشجعها، وهناك من إعترض بقوة على هذه التبرعات أو الزكاة أو المساهمات، فقال أحدهم مستنكرا: "أيعقل أن نصرف نحن المصريين على منشآت بلدنا؟؟؟" وقال الآخر: "أمال البلد حتصرف على إيه إن شاء أما نصرف إحنا عليها" وأخرى قالت: "وكيف نضمن أن هذه الفلوس ستصل لليد الأمينة؟".. فكان ردي أنا وآخرين أن هذه بلدنا ولابد أن نقف إلى جوارها، وإلى جوار أهل الخير الذين يفكرون في مصلحة البلد ويفكرون في ازدهارها سواء عن طريق المساهمة في الجمعيات التي تنفق على الكثير من المشروعات الخيرية أو من خلال التبرع لإقامة منشآت خدمية لنا نحن المواطنين.. إذن، كلنا مستفيدون.. وأضفنا أن البلد مازالت تحتاج إلى أيادي المصريين المخلصين لتنهض بنا، كما أن مهام الحكومة لن تستطيع في المرحلة الحالية القيام بكل المهام، فلا ضير من مساهمتنا في بناء بلدنا، نتبرع بأي مبلغ، مس مهم صغير أو كبير، المهم أن الجهود الذاتية وتكاتف المواطنين يستطيع الوقوف في وجه الكثير من الصعاب.. لكن كل ذلك لن يحدث إلا من خلال إنتماء وحب وإخلاص حقيقي لتبقى مصرنا العزيزة فيها حاجة حلوة. [email protected] المزيد من مقالات ريهام مازن