مسألة الانفلات الأمني هي في المقام الأول هي مسألة أخلاق.. فالأمم أن ذهبت أخلاقهم ذهبوا.. وراحوا بعيدا عن كل فضيلة وكل فعل حميد محبب وجميل.. وابتعدوا كذلك عن النظافة والانضباط والالتزام بكل ماهو سوي ونظيف. الحرية لا تعني الفوضي بأي حال من الأحوال فإذا اقترنت الحرية بالأخلاق ولد المجتمع القوي المتين المتماسك المنضبط الذي يتمتع فيه كل فرد بحريته دون التعدي علي حقوق وحرية الآخرين فنهاية حريتي هي بداية حرية الآخر!! والفوضوية المنتشرة في الشوارع مسألة أخلاقية في المقام الأول وتبدأ من أهمية درء الخطر عن الطريق حتي الحفاظ عليه وعلي نظافته وسلامته من كل سوء!! والنظافة من الايمان, والايمان لا يكون إلا لرجل أو امرأة يتمتع كل منهما بصفة الحر أو الحرة, والمراد بالحر وفقا للإمام الشافعي: مهذب الأخلاق, حسن الفعال, طيب الأصول.. وبدفع الحر بالحر أي الصديق بالخل الوفي تكون الأخلاق والحرية لكن الشاعر قال: سألت الناس عن خل وفي فقالوا: ما الي هذا سبيل تمسك إن ظفرت بذيل الحر فإن الحر في الدنيا قليل. وأضاف الشافعي يعرف الحر بأنه: من راعي وداد لحظة, وانتمي لمن أفاد لفظة, واللئيم إذا ارتفع جفا اقاربه, وأنكر معارفه, ونسي فضل معلميه والمقصود بالفضل هو التوحيد!! وحدة المجتمع في الاجتماع علي الفضيلة والتمسك بها مع الاخلاق وليست اتحاد الفصائل السياسية أو فصيل سياسي بفصيل مناهض له.. لأن الاجتماع علي الاخلاق وحسن الخلق هو البداية الحقيقية للإصلاح والانصلاح والتصالح مع النفس أولا حتي يجد الحر في نفسه الخل الوفي سواء كان بداخله أو جاره بالجنب!! نعمة الصفاء والانشراح وحب الجمال والحق والواجب أفضل نعمة حبذا لو عدنا إليها ولو بعد فاصل ونعود!!