استوقفني خبر قصير في الأهرام يقول أن هيئة البريد البريطانية ستقوم بطلاء صندوق بريد في مسقط رأس كل رياضي يفوز بميدالية ذهبية في الألعاب الأوليمبية, باللون الذهبي بدلا من الأحمر التقليدي, الذي عرف منذ عام.1874 وقارنت بين حالهم وحالنا, فهناك تعتبر الملكية العامة مقدسة وما للدولة حرم لا يستطيع ان يقربه احد بتعديل أو تغيير لاينبغي له, حتي لو كان لون صناديق البريد التابعة لهيئة البريد الحكومية, بينما في مصر تمتد ايدي الناس إلي الملكيات العامة والحكومية بالعبث والتغيير كما يحلو لهم, والدولة كذلك عند ظنهم بها لا تحرك ساكنا.فالأهالي يبنون المطبات الصناعية علي الطرق والشوارع حيثما يريدون دون الرجوع للدولة وبمواصفات خاطئة بالطبع مما يتسبب في الحوادث وإعاقة المرور, وكل صاحب مقهي أو محل أو حتي ساكن يقوم بوضع الاشغالات لمنع وقوف السيارات أمامه, أو يدق الخوازيق ويمد الجنازير بينها ليحجز مكانا لسيارته بغير الحق دون سائر المواطنين, وهناك من استولي علي الرصيف ومنع المشاة من السير عليه ليجعله امتدادا لمقهاه أو لمحله, أو بسط عليه بضاعته أو اتخذه موقفا لسيارته ومن وراء ذلك طبعا تشييد العمائر والبناء علي الأراضي الزراعية وخارج كردون المدن والقري, وتعلية المباني بما يخالف القانون.فهل كان ليهمهم تغيير لون صندوق بريد؟ في بريطانيا لا يجرؤ المواطن علي تغيير لون صندوق البريد في حيه, وفي مصر استباح المواطن حرمات بلاده مهما عظمت يصنع فيها ما يريد وقتما يريد, والسبب هو أن بريطانيا طبقت شعار الإسلام إن الله ليزع بالسلطان ما لايزع بالقرآن, بينما نمنا نحن عنه ورحنا في سبات عميق. د. يحيي نور الدين طراف