حسني كمال: في هذه الأيام المباركة نري المسلمين من كل حدب وصوب يذهبون لزيارة مهبط الوحي وليطوفوا بالبيت العتيق, وليؤدوا شعيرة العمرة, ولزيارة مسجد الحبيب صلي الله عليه وسلم, هذه الملايين المؤمنة لاتنسي قبلة المسلمين, ويقول الشيخ إبراهيم حافظ محمد من علماء الأزهر إن للعمرة فضلا عظيما وإن فضلها يضاعف في رمضان, وعن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم لما رجع من حجة الوداع قال لامرأة من الأنصار تدعي ز س: ز س: فلان تقصد زوجها له دابتان حج علي أحدها, والأخري نستقي عليها, فقال لها النبي صلي الله عليه وسلم: إذا جاء رمضان فاعتمري, فإن عمرة فيه تعدل حجة معي.( رواه البخاري ومسلم), فمن اعتمر في رمضان كمن حج مع النبي صلي الله عليه وسلم, وعن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلي الله عليه وسلم: العمرة إلي العمرة كفارة لما بينهما, والحج المبرور ليس له جزاء إلا الجنة.( رواه البخاري)وقد اختلف العلماء في المراد بالذنوب التي تكفرها العمرة, فذهب ابن عبد البر إلي أن المراد تكفير الصغائر دون الكبائر, وذهب البعض إلي تعميم ذلك, يقول الحافظ ابن حجر: وتكفير العمرة للذنوب مقيد بزمانها, وتكفير الاجتناب عام لعمر العبد كله فتغايرا, يقصد- رحمه الله- أن تكفير العمرة للذنوب في زمن القيام بها فقط, أما اجتناب الكبائر فيكفر الذنوب, طيلة العمر, ومن فضل العمرة أنها تنفي الفقر كما تنفي الذنوب وفي هذا يقول النبي صلي الله عليه وسلم تابعوا بين الحج والعمرة, فإن متابعة بينهما تنفي الذنوب بالمغفرة كما ينفي الكير خبث الحديد( رواه الترمذي), وقد اعتمر النبي صلي الله عليه وسلم أربع عمرات, وقال ابن بطال: إن ثواب العمرة في رمضان يعدل ثواب الحج لكنه لا يقوم مقامه في إسقاط الفرض.