يسأل قارئ فيقول هل أدي رسول الله عمرة رمضان؟ وللدكتور محمد المسير رحمه الله استاذ العقيدة بجامعة الأزهر إجابة وافية في هذا الأمر حيث يقول :" أنه روي عن ابن عباس رضي الله عنهما أن النبي صلي الله عليه وسلم لما رجع من حجة الوداع قال لامرأة من الأنصار اسمها أم سنان: "ما منعك أن تحجي معنا؟ " قالت: أبوفلان- زوجها- له ناضحان: حج علي أحدهما، والآخر نسقي عليه، فقال لها النبي صلي الله عليه وسلم : "فإذا جاء رمضان فاعتمري فإن عمرة فيه تعدل حجة" أو قال: "حجة معي " . لكن لم يثبت أن النبي -صلي الله عليه وسلم- أدَّي عمرةً في رمضانَ، مع أنه قد حث عليها لكثرة ثوابها، لأن النبي -صلي الله عليه وسلم- اعتمر أربعَ عُمَرٍ كُلُّهُنَّ في ذي القعدة إلا التي مع حجة الوداع، فقد نَواهَا في ذي القعدة وأداها في ذي الحجة. ولعل السبب في ذلك -كما يقول ابن القيم- أن النبي -صلي الله عليه وسلم- كان يشتغل في رمضانَ من العبادات بما هو أهمُّ من العمرة، ولم يكن يمكنه الجمع بين تلك العبادات وبين العمرة، وأخَّر العمرة إلي أشهر الحج، ووفَّر نفسه علي تلك العبادات في رمضانَ. وترك الرسول -صلي الله عليه وسلم- العمرة في رمضان يعد من الرحمة بأمته والرأفة بهم، فإنه لو اعتمر في رمضان؛ لبادَرَتِ الأمةُ إلي ذلك، وكان يشقُّ عليهم الجمع بين العمرة والصوم، وربما لا تسمح أكثرُ النفوسِ بالفطر في هذه العبادة؛ حرصًا علي تحصيل العمرة وصوم رمضان، فتحصل المشقة؛ فأخرَّها إلي أشهر الحج.. وقد كان -صلي الله عليه وسلم- يترك كثيرًا من العمل وهو يحب أن يعمله خشية المشقة علي أمته.