يبدو أن ملف استئناف الرحلات الروسية لمصر سيظل واحداً من الملفات المثيرة للجدل والحيرة بين خبراء الطيران والسياحة والرأى العام رغم أنه شهد انفراجة منتصف ديسمبر الماضى بتوقيع بروتوكول أمنى بين البلدين والذى أعطى الضوء الأخضر لعودة «حركة الطيران» بين موسكووالقاهرة اعتباراً من أول فبراير الماضى للرحلات «المنتظمة» فقط لشركتى مصر للطيران وإيروفلوت الروسية على أن تتخذ كل منهما قرارها بالتشغيل وفق الأسس التجارية التى تناسبها. ورغم علمنا بأن قرار «التشغيل الفعلى» متروك لشركتى الطيران وفق الجدوى الإقتصادية فإن الواقع يشير الى وجود «عقبات» تحول دون استئناف الرحلات حتى الآن حيث أعلن الجانب الروسي موعد تشغيل الرحلات بين موسكووالقاهرة فى 6 فبراير الماضى ثم التأجيل الى 20 منه ثم تأجل للمرة الثالثة وانتهى فبراير دون بدء الرحلات أوتحديد موعد جديد لاستئنافها حتى الآن .. فماذا يحدث ؟ الموقف الحالى يثير التساؤل والغموض حول أسباب التأخير. ومدى جدية استئناف الرحلات .. فهل شركة «إيروفلوت» الروسية غير جاهزة للتشغيل حتى الآن رغم إعلان الجانب الروسى مواعيد للتشغيل ثم تأجيلها أكثر من مرة ..وهل تم إدراج رحلاتها بين «موسكوالقاهرة» فى أنظمة الحجز بها ولايوجد عدد مناسب من الركاب لتشغيل الرحلات.. أم لا .؟ أما مصر للطيران فأكدت أنها في انتظار إنهاء بعض الإجراءات الخاصة بتشغيل رحلاتها وسيتم وضع الرحلات علي أنظمة الحجز لبداية التشغيل الفوري دون توضيح ماهية هذه الإجراءات وهل تتعلق بالجانب المصرى أم الروسى؟ ولكن المؤكد أنها جاهزة لبدء رحلاتها لموسكو .. فلماذا لاتسمح السلطات الروسية لمصر للطيران بتشغيل رحلاتها إذا كانت «إيروفلوت» غير جاهزة للتشغيل.! .. أم أن هناك أسبابا أخرى للتأجيل غير معلنة! وهل من بين هذه الأسباب كما يقول خبراء الطيران - مطالبة الجانب الروسي لمصر للطيران بترجمة بعض المستندات ووثائق تشغيل وتأمين رحلاتها لموسكو الى «اللغة الروسية» وهو مطلب يراه بعض الخبراء غريباً حيث رإن جميع المستندات المقدمة من الشركات لسلطات الطيران بالدول التى ستسير اليها رحلات تكون باللغة الإنجليزية.. وهل عدم تحديد شركة أمن خاصة حتى الآن «لمتابعة» اجراءات تأمين الرحلات بين موسكووالقاهرة ..أم أن عدم وجود اتفاقيات حول الخدمات الأرضية لشركات الطيران بالدولتين حسبما ذكر وزير النقل الروسى الروسي هو فقط وراء التأخير! ..وهل سننتظر لحين انتهاء الانتخابات الرئاسية الروسية لتشغيل الرحلات. ؟..أيضاً يتساءل الخبراء عن مطالبة الجانب الروسى بأن تقلع رحلات مصر للطيران الى موسكو فقط وعددها «ثلاث» رحلات اسبوعياً من «مبنى 2» بمطار القاهرة بينما جميع رحلات الشركة لدول العالم تقلع من «مبنى 3» حيث يرون أنه عبء تشغيلى ومادى على مصر للطيران و «تقسيم» غير مبرر فى نظم تشغيل أى شركة طيران. لكل ذلك يرى الخبراء أن حالة من عدم الوضوح تسيطر على ملف استئناف الرحلات ..ولا ندرى حالة الصمت تجاه هذا الملف من جانب بعض مسئولى الطيران فى مصر دون أى توضيح أوتصريح بشأنه إلا نادراً وقد يكتفى المسئولون فى مصر بالتعليق «أحيانا» على التصريحات التى تصدر «بصفة دائمة» من موسكو! وما بالنا بعودة الرحلات «الشارتر» الروسية للمدن السياحية المصرية وتمثل نحو 90% من السياحة الروسية الى مصر والمؤجلة لجولة من المفاوضات وليس استئنافها فى أبريل المقبل مما يجعل بدء رحلات «الشارتر» غير ممكن قبل الموسم الشتوى المقبل وفقا لتقديرات الخبراء ..ومن هنا لابد من وقفة صريحة لإعلان أسباب تأخير استئناف الرحلات بكل شفافية للرأى العام.. ومن الجانب المسئول عن التأخير حتى لانظل ندور فى دائرة مفرغة من الاجتهادات والتكهنات بشأن هذا الملف الذى أصبح واحداً من أكثر الملفات غرابة وغموضا للخبراء والرأي العام.. فهل نجد إجابات واضحة.. دعونا ننتظر!