التفاؤل الحذر مازال سيد الموقف فى ملف استئناف الرحلات الروسية لمصر، والذى يعد واحدا من الملفات المهمة التى شغلت الرأى العام فى مصر قرابة العامين. ففى الخامس عشر من ديسمبر الحالي، شهد هذا الملف بفضل الجهود التى بذلتها مصر، تطورا إيجابيا، توقع معه المراقبون وفى مقدمتهم خبراء السياحة والطيران عودة سريعة للسياحة الروسية وإغلاق هذا الملف، حين أعلن عن توقيع «بروتوكول» لاستئناف الرحلات بين روسيا ومصر، والذى رفع سقف التوقعات لدى الجميع. ولكن عقب توقيع البروتوكول بين وزيرى الطيران شريف فتحي، والنقل الروسى مكسيم سوكولوف، قبل أيام، جاء الإعلان عن التفاصيل «صادما» للخبراء، من الموقف الروسى - على حد قولهم - برغم ترحيبهم بهذه الانفراجة، حيث تم الإعلان عن عودة الرحلات «المنتظمة» فقط بين العاصمتين موسكووالقاهرة فى فبراير المقبل، وذلك لشركتى مصر للطيران و«إيروفلوت» الروسية، وزاد من حالة الدهشة التى أصابت الكثير من الخبراء تجاه الموقف الروسى «غير المبرر» تأجيل استئناف رحلات الطيران العارض «الشارتر» للمدن السياحية المصرية، وفى مقدمتها شرم الشيخ والغردقة إلى إبريل المقبل، واجراء جولة جديدة من المفاوضات للاتفاق على آلية مشتركة لاستئنافها وهو ماسبب «صدمة» من القرار الروسى بتأجيل عودة هذه الرحلات، رغم استجابة مصر لجميع المطالب الروسية! ولكن ماذا عن الخطوات المقبلة؟.. مصادر بالطيران المدنى أكدت ل «الأهرام» أنه تتم حاليا دراسة سبل تطبيق بنود البروتوكول وفقا للملحق ال 17 من اتفاقية شيكاغو، والذى يقضى بأحقية كل دولة فى طلب واتخاذ تدابير أمنية إضافية لحماية ركابها وطائراتها ومتابعة تطبيق هذه التدابير من خلال التنسيق الأمنى بين الجانبين على الرحلات المنتظمة بين موسكووالقاهرة، حيث سيتم بحث الاستعانة بفريق من أمن الطيران من البلدين أو بشركة خاصة للأمن يتوافق عليها الجانبان للعمل بصفة «مراقبين» فقط، وبعدد محدود من الأفراد لن يشارك فى العمل الأمنى ولكنه «سيتابع» إجراءات التفتيش على الرحلات المتجهة لموسكو بمبنى 2 بمطار القاهرة الذى ستعمل منه شركة «إيروفلوت» دون أى تدخل من أفراد الشركة الخاصة فى تنفيذ وتطبيق هذه الإجراءات التى تقوم بها سلطات الأمن بالمطار دون غيرها. كما ستتم «دراسة» نقل رحلات مصر للطيران لموسكو فقط إلى مبنى 2 بمطار القاهرة. وعن إمكان قيام الشركات الخاصة المصرية بتنظيم رحلات للمدن الروسية خاصة خلال كأس العالم لنقل المشجعين المصريين، أوضحت المصادر أنه وفقا لاتفاق النقل الجوى الموقع بين البلدين، فإن الرحلات بين القاهرةوموسكو مقصورة على الشركتين الوطنيتين مصر للطيران و«إيروفلوت»، وهناك شركات روسية خاصة كانت تنظم رحلات «شارتر» إلى مطارى شرم الشيخ والغردقة قبل تعليق الرحلات ولم تكن هناك شركات مصرية خاصة تنظم رحلات شارتر بين مصر وروسيا، ولكن إذا رغبت أى شركة مصرية فى العمل بهذه السوق، فإن عليها التقدم بطلب لسلطتى الطيران المدنى فى مصر وروسيا للحصول على موافقات بتنظيم رحلات بعد استئناف الطيران فعليا بين البلدين، وذلك ينطبق أيضا على الرحلات الخاصة لكأس العالم. وأكدت المصادر أن وزارة الطيران بقيادة شريف فتحى وزير الطيران، بذلت جهودا كبيرة فى تأمين المطارات المصرية وليس مطار القاهرة فقط، لتضاهى بل تفوق أمن العديد من المطارات العالمية بشهادة وفود العديد من الدول والمنظمات الدولية للطيران. ورغم الإعلان عن عودة الطيران «المنتظم» بين موسكووالقاهرة، فإن هذا الملف سيظل مفتوحا لحين لقاء وزيرى الطيران المصرى والنقل الروسى فى إبريل المقبل.