كتب:عبد الوهاب حامد: قال رواق بن الحكم أصاب عثمان بن عثمان رضي الله عنه رعاف شديد سنة الرعاف حتي حبسه من الحج وأوصي, فدخل عليه رجل من قريش. قال: استخلف قال: وقالوه؟ قال: نعم قال: ومن ؟ فسكت فدخل عليه رجل أخر أحبه الحارث فقال استخلف فقال عثمان: وقالوا ؟ فقال نعم قال: ومن هو ؟ فسكت قال: فلعلهم قالوا انه الزبير ؟ قال نعم قال: أما والذي نفسي بيده انه لخيرهم وهو ما علمت, وان كان لاحبهم الي رسول الله صلي الله عليه وسلم. والزبير بن عوام حواري النبي قال النبي صلي الله عليه وسلم: ان لكل نبي حواربا وان حواري الزبير بن العوام. وهو ابن عمة رسول الله صفية بنت عبدالمطلب وهو زوج أسماء بنت أبي بكر الصديق أخت عائشة أم المؤمنين, ووالد أمير المؤمنين عبدالله بن الزبير الذي كان أول مولود ولد للمسلمين بعد الهجرة وهو أحد العشرة المبشرين بالجنة وأحد الستة أصحاب الشوري الذين توفي النبي وهو عنهم راض. خرج الزبير رضي الله عنه مع الناس الي الشام مجاهدا فشهد اليرموك فتشرفوا بحضوره, وهو أفضل من هناك من الصحابة, وكان من فرسان الناس وشجعانهم, وكانت له اليد البيضاء والهمة العلياء, اخترق جيوش الروم وصفوفهم مرتين من أولهم الي اخرهم, ذلك عندما اجتمع اليه جماعة من الابطال فقالوا: الا تشد فنشد معك؟ فقال: انكم لا تثبتون فقالوا: بلي فحمل وحملوا فلما واجهوا صفوف الروم احجموا وأقدم هو فآخترق صفوف الروم حتي خرج من الجانب الاخر وعاد الي أصحابه. ثم جاءوا اليه مرة ثانية ففعل كما فعل في الاول فحمل عليهم فضربوه ضربتين علي عاتقه بينهما ضربة ضربها يوم بدر قال عروة: فكنت أدخل أصابعي في تلك الضربات العب وأنا صغير. وقد كان الزبير ذا مال جزيل وصدقات كثيرة جدا, لما كان يوم الجمل أوصي الي ابنه عبدالله فلما قتل وجدوا عليه من الدين مليونين ومائتي الف درهم فوفوها عنه, وأخرجوا بعد ذلك ثلث ماله الذي أوصي به ثم قسمت التركة بعد ذلك فاصاب كل واحدة من الزوجات الأربع من ربع الثمن مليون ومائتا الف درهم فعلي هذا يكون مجموع ما قسم بين الورثة ثمانية وثلاثين مليونا وأربعمائة الف, والثلث الموصي به تسعة عشر مليونا ومائتا الف,وقد جمع ماله هذا بعد الصدقات الكثيرة والمآثر الغزيرة مما أفاد الله عليه من الجهاد. كان قتل الزبير يوم الخميس لعشرخلون من جمادي الاخرة سنة ست وثلاثين,وكان له من الولد عشرة: عبدالله وعروة ومصعب والمنذر وعمرو وعبيدة وجعفر وعامر وعمير وحمزة, فرحمة الله عنه.