كتبت:مروة البشير: عندما جاء الكفار في يوم بدر في غرور وزهو بعددهم وعدتهم, واستهانوا بأمر المسلمين لقلة عددهم وعدتهم وأجمعوا أمرهم علي استئصال الإسلام ورسوله من الوجود. وتضرع النبي صلي الله عليه وسلم إلي ربه قائلا:( اللهم هذه قريش قد أتت بخيلاتها تحاول أن تكذب رسولك, اللهم فنصرك الذي وعدتني, اللهم إن تهلك هذه العصابة من أهل الإسلام لا تعبد في الأرض), يقول الدكتور محمد محمد داود استاذ الدراسات اللغوية والإسلامية بجامعة قناة السويس إن الله سبحانه وتعالي أنزل خمسة توجيهات ربانية للمسلمين إذا أرادوا أن يفوزوا بالنصر علي أعدائهم, يقول تعالي: يا أيها الذين آمنوا إذا لقيتم فئة فاثبتوا واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا وتذهب ريحكم واصبروا إن الله مع الصابرين, وفي قوله تعالي هذا نداء لأهل الإيمان الذين يرغبون في النصر علي أعدائهم, والتوجيه الأول, هو قوله تعالي: إذا لقيتم فئة فاثبتوا, والثبات ينبغي أن يفهم علي حقيقته, وأمر الله لنا بالثبات معناه أن نأخذ بأسباب هذا الثبات, والله تعالي يبين لنا هذه الأسباب التي تجعلنا من أهل الثبات والصمود حين قال تعالي: وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة, فالضعيف لا ثبات له أمام القوي, والجاهل لا ثبات له أمام العلم, والفقير لا ثبات له أمام القوة الإقتصادية, فينبغي أن يفهم المسلمون الثبات المطلوب منهم علي الوجه الصحيح, وهو أن يأخذوا بأسباب الثبات حتي يتمكنوا من الثبات أمام عدوهم. والتوجيه الثاني,فهو قول الله تعالي: واذكروا الله كثيرا لعلكم تفلحون, والذكر المقصود هو الذي لا يقتصر علي الذكر اللساني فقط, مثل القول مائة مرة او ألف مرة سبحان الله, والحمد لله, والله أكبر, ونحو ذلك وبالرغم من أن هذا شيء طيب, ولكن المطلوب هو إحياء هدي القرآن الكريم وإحياء سنة رسوله الكريم صلي الله عليه وسلم, فحين تكتمل فينا الأسوة والقدوة سنكون من أهل الذكر الحقيقي, فالإتقان في العمل يعد نوعا من الذكر, والتوجيه الثالث, يقول الله مبينا أسباب التماسك وعدم الانهيارأمام الشدائد والمحن: وأطيعوا الله ورسوله ولا تنازعوا فتفشلوا, فإذا أرادت الأمة أن تجتمع إلي شيء يجمعها ويوحد أمرها فهو القرآن الكريم والسنة النبوية, والتوجيه الرابع هو قوله تعالي: ولا تنازعوا فتفشلواأي تضعفوا وتذهب ريحكم أي قوتكم, أما التوجيه الخامس لتحقيق النصر علي الأعداء هو قوله تعالي: إن الله مع الصابرين والصبر هنا ليس كما يفهم البعض أنه شيء سلبي كالاستسلام ونحو ذلك, إنما الصبر قوة في التحمل لإنجاز طموحات وآمال الأمة.