طبقاً للاحصاءات فإن مصر تشهد سنوياً ما يقرب من 30 إلى 40 حالة بتر للاطراف ناتجة عن الاعمال الارهابية وحوادث الطرق واصابات المنازل . وقد شهدت عمليات زرع الاطراف واعادتها إلى مكانها الطبيعى تطوراً ونجاحاً ملحوظاً فى مصر وصلت نسبته من 70 إلي80 %. واحدة من هذه العمليات الصعبة والحالات المعقدة شهده مؤخراً مستشفى الإسماعيلية الجامعى بطب قناة السويس، من إجراء جراحة معقدة ومتقدمة لإعادة إنقاذ وزرع كف يد لجزار ( 20) عاما من مواطنى بورسعيد بعد تعرضها للبتر الكامل نتيجة مشاجرة، أجريت الجراحة دون استخدام الميكروسكوب الجراحي، مما جعلها تستغرق 25 ساعة حتى يعود كف يد المريض لوضعه الطبيعي. التجربة كما يرويها الدكتور آسر سلام مدرس الجراحة بقسم العظام بطب قناة السويس ورئيس الفريق الجراحى ، فيقول إن قرار التدخل كان سريعا، وتم تشكيل فريق طبى من الدكاترة أيمن الهلالى و محمد عزت المدرسين المساعدين بالقسم - وذلك بعد دخول الجزار إلى الاستقبال قادما من بورسعيد، ومعه «جردل» به ثلج وبداخله كامل كف يده اليسري، وكان المريض قد نزف لأكثر من 8 ساعات، وأشار إلى ان هذه الجراحات دقيقة و شاقة وتحتاج لفريق متكامل، ولديه الخبرة الكافية للتعامل مع مثل هذه الحالات، وكلما توفرت الشروط كانت نسبة نجاح زراعة الطرف عالية، أجريت الجراحة بدون استخدام الميكرسكوب الجراحي، وتمكنا فى جراحة استمرت من الثالثة عصرا إلى الخامسة من مساء اليوم التالي، من توصيل كل الشرايين والأوردة والأعصاب والأوتار، وإعادة زرع كف اليد المبتورة لوضعها الطبيعي.
ومن جانبه أكد الدكتور اشرف نهاد محرم أستاذ جراحة العظام بطب القاهرة ورئيس الجمعية المصرية لجراحة اليد الميكروسكوبية، أن جراحات زرع الأطراف تحتاج إلى مزيد من الاهتمام ، خاصة مع حدوث إصابات الحوادث الإرهابية التى تتعرض لها مصر مؤخرا، حيث يمكن من خلالها إنقاذ أطراف المريض، وإعادته لحياته الطبيعية والمهنية، وأضاف ان تلك الجراحات شديدة التعقيد وتحتاج إلى تدخل سريع ومهارات طبية متقدمة، ومراكز جراحات ميكروسكوبية مجهزة، وتكمن صعوباتها فى قدرة الجراح على إعادة بناء العظام والأوتار والعضلات، والأكثر صعوبة هو توصيل الأعصاب والشرايين والأوردة، وكذلك مهارة الجراح فى استعادة الدورة الدموية للكف المبتور، حيث تزيد الصعوبة كلما كانت الإصابة بأعضاء الجسم الطرفية، نتيجة صغر قطر الأوردة والشرايين التي تكون فى غاية الدقة، وأوضح أن هذا التخصص من الجراحات المجهرية يتطور تطورا كبيرا سواء بالخبرات أو التجهيزات التى تسمح بتحسين النتائج بخاصة بالمستشفيات الجامعية، وبالتالى زيادة نسبة نجاح هذه العمليات، مشيرا إلى ضرورة التوعية باشتراطات ومعايير الأمن الصناعى فى العمل، واتباع معايير الأمن والسلامة بالطرق.