* 2600 معبر عشوائى ومزلقانات غير مطابقة للشروط الفنية * مستشار الهيئة : حادث كوم حمادة كشف الإهمال الجسيم فى الصيانة كشف حادث قطار المناشى عن نسخة أخرى مكررة من صور الإهمال وعدم الانضباط وغياب الصيانة التى تعانيها السكك الحديدية والتى تطيح بأرواح الأبرياء ، فلم يمض سوى 6 أشهر على وفاة نحو 42 مواطنا وإصابة 120آخرين فى حادث مماثل فى البحيرة أيضاحتى وقع الحادث الأخير..الحوادث المتتالية كشفت عن أن الاتهامات دائما ما تشمل عامل السيمافور أو سائق القطار وكذلك الإشارات التى قد لاتعمل بسبب الأعطال أو الشبورة، برغم ضرورة العمل بالخدمة الإلكترونية «الأوتوماتيكية». . «تحقيقات الأهرام» استطلعت آراء عدد من المسئولين وخبراء هندسة السكك الحديدية ورجال الاقتصاد لتحديد أبعاد المشكلة وسبل حلها. مصر ثانى دولة فى العالم دخلتها السكك الحديدية وكان ذلك منذ 150 عاما، هكذابدأ الدكتور أحمد فرج مستشار هيئة السكة الحديد حديثه إلينا قائلا: إنها تحتاج حلا جذريا لمشكلاتها التى قد تكمن فى صدور قرارات صارمة عقب الحوادث ثم يحدث تراخ وتكرار للأخطاء .. مما يؤكد أن هذا الملف فى حاجة لرعاية واهتمام من كل الأطراف وأن مسلسل حوادث القطارات فى مصر لم ينته بعد و برغم أن خطوط السكك الحديدية ومحطاتها، والقطارات وعرباتها المختلفة تشهد تطويرا ملحوظًا خاصة فى الفترة الأخيرة، فإن هذا المرفق يحتاج مبالغ خيالية للنهوض به فهناك المشكلة المزمنة لتجهيز المحطات إلكترونيًّا كما يوجد نحو 1300 مزلقان تنتظر التطوير وتحتاج نحو 7 سنوات وهى الخطة التى أقرها الدكتور إبراهيم الدميرى وزير النقل الأسبق فى عام 2013 وبدأ التنفيذ بالفعل فى أوائل عام 2014.. ولكن المعوقات الأساسية ليست فى السكة الحديد وحدها، ولكن مع جهات أخرى منها وزارات الرى والأوقاف والمحليات .. بالاضافة الى ما تعرض له حرم السكة الحديد من إقامة مشروعات عشوائية.. كما توجد زوايا للصلاة مقامة على المزلقانات يصعب إزالتها لتطويرها وتوسعتها، لذلك لابد من حل لإقامة كبار وأنفاق للسيارات على شبكة خطوط السكك الحديدية، فالمزلقانات ليس فيها حرم للسكة الحديد، والذى كان محددا له 20 مترا على الجانبين، كما أن المزلقان الواحد يتكلف 1.5مليون جنيه، و لا تكمن المشكلة فى توفير المبلغ بل فى فترة التنفيذ التى قد تستغرق سنوات لأنه لا يمكن إيقاف حركة القطارات على مستوى الجمهورية فى وقت واحد.. فإقامة المزلقان الواحد الحديث تحتاج وقتا يتطلب التهدئة فى الخط مما يتطلب تنظيم حركة القطارات المارة بهذا المزلقان وتعديل مواعيدها كما إن هناك مشكلة مازالت قائمة وهى المعابر البديلة للمزلقانات وهى غير معترف بها من الهيئة، لأنها تسببت فى كثير من الحوادث الكبيرة، ولا سبيل لحلها إلا بالاتفاق مع المحافظين وتحديد مزلقان كل 2 كيلو متر وهذه المشكلة تحتاج سنوات لحلها. مجلس السلامة الوطنى لذلك لابد أن تكون المواجهة بإنشاء شركة متخصصة لأعمال صيانة الوحدات المتحركة للسكك الحديدية فلأول مرة تحدث منذ أيام أعطال بالقطارات تتعدى عشر ساعات فهى تحتاج صيانة لرفع كفاءة إنتاجية الوحدات وزيادة نسبة الإتاحة إضافة إلى بدء تطوير 345 مزلقانًا للسكة الحديد فى 20 محافظة بقيمة 200 مليون جنيه وتطبيق نظام التتبع الإلكترونى للقطارات GPS، وهو نظام يحقق حلولًا متكاملة لتأمين حركة القطارات عن طريق مراقبتها بالأقمار الصناعية. وكذلك يتمثل الحل فى تشكيل مجلس السلامة الوطنى الذى تكون مهمته متابعة ومراقبة الأداء فى كل جهات الهيئة بصورة فاعلة، بحيث إذا حدث خطأ يتم التنبيه على المختص والمسئول معا فإذا تكرر نفس الخطأ يحال الموظف للتأديب ويفصل من العمل حتى يحدث نوع من الانضباط خاصة مع السائقين أو عامل البلوك . العامل البشري الدكتور عبد المجيد رفعت أستاذ هندسة السكة الحديد بجامعة القاهرة يشير إلى أن المشكلة التى تواجه بعض السائقين تتمثل فى سوء حالة الجرارات فبعضها لا يصلح للاستخدام ناهيك عن قطع الغيار المتهالكة والعربات التى لا تصلح لنقل الركاب، والإشارات التى تكون دائمة التعطل لعدم جودة المنظومة، حيث تتوقف فجأة أثناء سير القطار الذى يستمر فى السير، كما تقع الكوارث بفعل العامل البشرى غالبا نتيجة السرعة وعدم الالتزام بالتعليمات لذلك، فالتطوير يجب أن يبدأ به. ومن المفترض أنه بمجرد تحرك القطار يقوم المراقب بالمحطة بالاتصال بعامل المزلقان ليخبره بتحرك القطار لفتحه أو إغلاقه، وكثيرًا ما يجد السائق نفسه أمام سيارة أو مواطنين والمزلقان مفتوح، وأحيانًا يقوم بعض الركاب بالضغط على بلف الطوارئ، الأمر الذى يتسبب فى وقوع العديد من الحوادث، كما أن العلامات الفسفورية التى تنبه السائق عند دخوله المحطة فى حالة وجود شبورة قد تكون غير واضحة أو غير موجودة فيضطر للاعتماد على عامل التحويلة الذى يقوم بوضع كبسولة تنفجر بمجرد دخول القطار للمحطة، فينتبه السائق بأنه داخل المحطة إذا كان لا يرى من خلال الشبورة، و هذا لا يمنع وقوع حوادث..كما أن العشوائية تسيطر على المعابر والمزلقانات ويصعب التحكم فى حركة المارة ، فأغلبهم لا يلتزمون بالوقوف عند سماع أجراس السيمافور التى تسبق وصول القطار بدقائق معدودة بالإضافة إلى كثافة عبور السيارات. الإشارات الإلكترونية ويشير أستاذ الهندسة إلى مشكلة أخرى تتعلق بوقوع كثير من الحوادث نتيجة تأخر غلق المزلقان، والذى يكون إما بسبب عدم الالتزام أو لسوء تقدير الوقت من قبل العامل المسئول عن غلقه وكذلك تعطل معظم الإشارات الضوئية والكهربائية والسيمافورات التى تشير إلى اقتراب القطار من شريط المزلقان وتعطل الأبراج ويكفى أن الكثير من المزلقانات ما زال يعمل بالسلاسل الحديدية لذلك نطالب بتعميم ميكنتها وتزويدها بالإشارات الإلكترونية. توظيف الإمكانات من ناحية أخرى، أكد الدكتور رشاد عبده أستاذ الاقتصاد بجامعة القاهرة أن هناك قصورا فى الإمكانات، برغم أنه يمكن توظيف إمكانات الهيئة من المساحات الشاسعة التى تملكها بحرم القضبان والمحطات التى يمكن التصرف فيها لزيادة دخل الهيئة بما يسمح بحل مشكلاتها المادية، فهناك نحو 54 ألف موظف يمكن إعادة توجيههم فى مختلف مجالات خدمة النقل بالسكة الحديد لسد العجز فى بعض الخدمات، كما يمكن تدبير وسائل للدخل مثل الإعلانات على القطارات والمحطات وهى تدر دخلا كبيرا وأكثر جذبا للمواطن ، كما يمكن تأجير منافذ بيع بالمحطات بالمزايدات ولخدمة المواطن فى الوقت نفسه.. كما أن بيع مخلفات السكك الحديدية يسهم فى توفير ملايين الجنيهات.
49.7% ارتفاعا فى حوادث القطارات خلال عام
أظهرت بيانات الجهاز المركزى للتعبئة العامة والإحصاء التى نشرها قبل حادث كوم حمادة بأقل من أسبوع أن عدد حوادث القطارات ارتفع فى يناير الماضى بنسبة 49.7% بعدد 187 حادثة مقارنة ب 105 حوادث فى يناير2017. حيث بلغ إجمالي الحوادث فى العام الماضى 1657 حادثة مقابل 1117 حادثة فى عام 2016 بنسبة زيادة 3, 48 % كما كشف تقرير صادر عن المعهد القومى للنقل أن 50% من خطوط السكك الحديدية تستخدم كأماكن انتظار للقطارات القديمة المتهالكة و95% من عربات نقل البضائع لا تستغل بالشكل الأمثل، و50% من عربات الركاب خارج الخدمة وتحتاج إلى عملية إحلال سريعة و60% من جرارات قطارات السكك الحديدية خارج الخدمة وأنَّ السكك الحديدية تحتاج إلى ثمانية مليارات و200 مليون جنيه لتنفيذ خطط تطوير الخدمة بها. وأكدت إحصائية أعدتها هيئة السكة الحديد بالتعاون مع الجهاز المركزى للإحصاء أن إجمالى عدد حوادث قطارات السكك الحديدية منذ 2006 حتى العام الماضى بلغت 12.2 ألف حادثة وأن أعلى معدلات الحوادث كانت فى عام 2009 وبلغت 1577 حادثا وأقلها فى 2012 الذى شهد 447 حادثا بسبب توقف الحركة فى فترة ثورة 25 يناير.