سأكتب الآن عبارة لم يحدث أن كتبتها من قبل.. وهى عبارة «وصل إلى عنان السماء»... لأصف بها صوت وحوش الصاعقة المصرية، وهم ينشدون نشيدهم البديع الرائع: «قالوا أيه علينا دولا وقالوا إيه»... نشيد حين تسمعه تشعر أنه قد أحدث فى داخلك حالة من الاستنفار.. من اليقظة والانتباه.. من الحماسة والثقة... ولا أبالغ حين أقول أنه أجمل نشيد وطنى سمعته فى حياتى.. ربما لأنه بصوت جنودنا البواسل رجال الكتيبة 103.. وربما لأنه جاء فى وقت تخوض فيه مصر حربا شرسة من أصعب أنواع الحروب.. ضد جماعات إرهابية تحيط بنا من كل جانب.. فمنحنا ثقة فى قدرة قواتنا المسلحة على حماية الوطن.. وعلى ردع كل من تسول له نفسه المساس بأمنه.. وربما لأن صاحب فكرة وكلمات هذا النشيد جندى من جنود الجيش المصرى هو الرائد متقاعد «محمد طارق الوديع» الذى استطاع بصدق احساسه ونبل هدفه أن يهز وجدان ملايين المصريين، وهم يسمعون أسماء شهداء تلك الكتيبة.. فينقلنا فى لحظة واحدة إلى أرض المعركة لنرى جنودنا، وهم يسطرون ملحمة من البطولة والفداء... لنرى الشهيدين «شعراوى وحسنين» عرسان قالوا نموت، ولا يدخل مصر خسيس وجبان.. ونرى «منسى» اللى اسمه أصبح أسطورة من أسوان للمعمورة... ونرى «على» من الشجعان مات راجل وسط الفرسان.. ونرى «خالد مغربى» دبابة.. بطل وجنيه أحنا غلابه... نعم رأينا بقلوبنا كل هؤلاء الشهداء.. ورأينا وحوش الصاعقة المصرية بصوتهم القوى المدوى المشحون بالعزيمة والوطنية.. رجال لا يهابون الموت... رأيناهم وهم يصيحون ويزأرون «كله علشان خاصر أراضينا».. رأيناهم وهم يقاتلون ببسالة من أجل أن نعيش نحن فى أمان. وفى النهاية.. فلتتأكدوا أيها الأبطال أن صوتكم الذى وصل إلى عنان السماء.. قد هز أعماق قلوبنا.. وأشاع أجواء من الحماسة والثقة... واعلموا أن نشيدكم المبهر الذى اجتاح مصر من أقصاها لأدناها... سيدخل تاريخ الأغنية الوطنية باعتباره أنشودة الأناشيد... نحييكم وندعو الله أن يحميكم وينصركم فى مهمتكم النبيلة. لمزيد من مقالات عايدة رزق