هل يمكن لرئيس منتخب ديمقراطياً أن يتحول إلى ديكتاتور؟ من المؤكد أن خبراء وعلماء السياسية أجابوا عن مثل هذا السؤال عبر التاريخ وقدموا لنا المثال الأبرز والأشهر وهو أدولف هتلر ديكتاتور ألمانيا الذى أشعلت طموحاته السياسية الحرب العالمية الثانية، كانت النتيجة أن دمر ألمانيا وتسبب فى مقتل الملايين فى أوروبا وآسيا وإفريقيا. وغير هتلر، هناك كثير من الحكام الذين تم انتخابهم بطريقة ديمقراطية ولكنهم تحولوا إلى مستبدين وطغاة وارتكبوا جرائم فى حق شعوبهم والشعوب الأخري. والحقيقة أن الرئيس التركى رجب أردوغان منذ أن فاز أول مرة برئاسة الوزراء فى عام 2003 وهو يسعى لأن يكون الرجل الأول فى تركيا «السلطان» أو الخليفة، وبعد أن نجح فى إقرار نظام الانتخاب المباشر لرئيس الجمهورية فى عام 2014، وفاز بالرئاسة أول فترة، وهو يسعى لإدخال تعديلات على الدستور التركى حتى أقرها البرلمان تمنح أردوغان صلاحيات واسعة تتيح له البقاء فى الرئاسة حتى 029 !. والواقع أن أردوغان نجح فى سحق المعارضة تماماً كما أنه قضى على الصحافة بضربات مؤلمة لكل صحيفة أو كاتب يقول رأياً مخالفاً وليس معارضا له. ولم يعد أردوغان يسمع إلا صوت نفسه ويريد من كل الشعب التركى أن لا يقول إلا نعم ويردد صدى صوت «السلطان» فقط !!. والنتيجة كما نرى تردى الوضع الاقتصادى لأكثر من عامين.. فشل فى سوريا حتى وصف المراقبون مستنقع «عفرين» السورية الذى وحلت فيه القوات التركية وتتكبد كل يوم خسائر فادحة، بأنه «فيتنامتركيا»، ثم إن الرئيس التركى الذى طرح مبادرة «صفر» مشاكل مع جيرانه أصبحت سوريا هى «أم الأزمات» التى تتكسر على يديها علاقات أنقرة مع إيران وروسيا وحليفته «أمريكا» والاتحاد الأوروبى والعراق، فضلا عن نزاعات تركيا مع قبرص واليونان وألمانيا وفرنسا ! بل إن الحماقة السياسية، جعلت تركيا أردوغان تضحى بأكبر دولتين فى المنطقة وهما مصر والسعودية لحساب دولة صغيرة حتى وإن كانت منتفخة بالغاز والبترول وقد تملأ جيوب السلطان بمليارات الدنانير على المدى القصير، لكن الغاز والنفط سوف ينفدان وتظل مرارة المواقف عالقة فى ذهن الشعوب قرونا طويلة.. نعم إن ديكتاتورية الديمقراطية قد تدمر الدول والشعوب أحياناً !. لمزيد من مقالات منصور أبوالعزم