قد تستطيع المرأة أن ترفض الزواج كلية لعدم إيمانها بالفكرة من الأساس، وقد تتحمل تأجيل الزواج لعدم وجود شريك مناسب، ولكن كم امرأة تستطيع أن تتخلى عن حلم الأمومة؟ إنه حلم يراود كل النساء، ولكن كلما تقدمت السن بها يزداد قلقها وخوفها من ضياع هذا الحلم الغالى بالنسبة لها سواء تأخر زواجها أو تأخر إنجابها بعد الزواج.. لذلك تتساءل الكثيرات عن فرص تحقيق هذا الحلم، وإلى متى يكون احتمال الإنجاب قائما؟ أو بمعنى آخر هل يمكن الإنجاب فى أى سن وبنفس نسبة الاحتمال؟ توضح د.شريفة شرف، استشارى أمراض النساء والتوليد والعقم بقصر العينى أن كل سيدة تولد بعدد معين من البويضات وهو عدد يتناقص كل شهر كما هو معروف، وإذا كان عدد البويضات مهما فإن جودتها مهمة أيضا، حيث إن بعض البويضات قد تكون صالحة لإحداث التلقيح، وأحيانا يشار إلى حبوب منع الحمل بأنها عامل مساعد لزيادة الخصوبة لأنها توقف التبويض ولكن لا يوجد ما يثبت ذلك علميا. وتشير إلى أن أعلى فترة خصوبة للمرأة بشكل عام هى من سن 21 إلى 29 سنة، ثم تبدأ فى التناقص بنسبة 20 إلى 30 فى المائة بين سن 29 إلى 37 سنة، وبعد هذا تقل الخصوبة بنسبة 50%، وتقل فرص الحمل بعدها لأقل من1%. هناك حالات استثنائية بالطبع، فهناك مثلا مرض يصيب 1% من السيدات يؤدى إلى توقف المبيض عن التبويض قبل سن الأربعين، وعلى الجانب الآخرهناك حالات لسيدات أنجبن بعد سن 47، ولكنها حالات لا يقاس عليها بالطبع. وتضيف د.شريفة إلى أن هناك بعض العوامل التى تساعد على تقليل عدد البويضات مثل العمليات الجراحية والعلاج الكيماوى والإشعاعى، وهنا قد تفيد عملية تجميد البويضات ويكفى من 10 ل15 بويضة، وهذا الإجراء متوافر فى مراكز أطفال الأنابيب لأنه يتطلب القيام بعملية، على عكس الحال بالنسبة للرجل إذ يتطلب الأمر إعطاء عينة من السائل المنوى فقط. ويمكن معرفة نسبة الخصوبة لدى أى سيدة وذلك بإجراء تحليل دم فى ثالث يوم للدورة الشهرية، إلا أنه يتغير بمرور الوقت، ولكنه يساعد كثيرا من السيدات فى تحديد قرار الإنجاب الفورى، فعلى سبيل المثال زوجة حديثة فى ال 33 من عمرها وتفكر فى تأجيل الإنجاب ننصحها بعمل هذا التحليل أولا، لأنه إذا أظهر نسبة خصوبة منخفضة فلابد من الإسراع فى الإنجاب، وهناك أبحاث جديدة تتم على الخلايا الجذعية لنقلها للبويضات ولكن ما زالت فى طور البحث.