على مدى سنوات طويلة مضت والمستشفيات الجامعية تدفع الثمن فيما بين نقص الامكانات والأجهزة وعجز التمريض والتكدس رغم أن الكثيرين من المرضى يفضلونها إما هربا من جحيم القطاع الخاص أو ثقة فى علم ومهارات أبناء الجامعة. «الاهرام» قامت بجولات فى عدد من المستشفيات الجامعية ..التقينا المرضى وعشنا لحظات المعاناة وتحدثنا إلى الأطباء والمسئولين وكان حصاد هذه الجولات أن الاطباء والمرضى يعانون وان الجميع بحاجة إلى مد يد العون فليس منطقيا أن يقلل أحد من دور المستشفيات الجامعية وليس طبيعياً ان نتجاهل احتياجات المرضى... التفاصيل فى سطور الملف. • د.عبدالهادى: لدينا عجز بالمعدات والمستلزمات ونحتاج قرابة مليارى جنيه على مدخل بوابات مستشفيات ومراكز جامعة المنصورة فى شارعى الجمهورية وجيهان يتزاحم المرضى منذ السابعة صباحا لحجز تذكرة، حيث تبدأ الرحلة المريرة لطوابير هائلة من البشر القادمين من مدن وأرياف الدقهلية و6 محافظات فى الدلتا. ومع أن مستشفى جامعة المنصورة والمراكز الطبية التسعة القائمة وأشهرها مركز الكلى ومركز الجهاز الهضمى تستقبل سنويا نحو 3 ملايين مريض إلا أن حجز العمليات يحتاج أحيانا إلى ما بين 6 أشهر إلى 3 سنوات بسبب الزحام الشديد ونقص الإمكانيات ومجانية العمليات ووجود أساتذة متخصصين . الشكاوى لا تتوقف من قبل المرضى وأسرهم آخرها وفاة مريض يدعى حسن عبدالفتاح إبراهيم ناصف، 73 سنة، وهو ينتظر فى طرقة مستشفى الطوارئ لتوفير مكان له برعاية الصدر والقلب، وأيضا رفض مستشفى الطوارئ استقبال حالتين تم تحويلهما من بلقاس لشابين أصيبا فى حادث تصادم. ويعتبر الدكتور تامر يوسف مدير عام مستشفيات جامعة المنصورة أن نقص التمويل يعد سببا رئيسيا فى قصور الخدمات رغم ما يبذل من جهود مضنية، مشيرا إلى أن بند الآلات والمعدات والمستلزمات يعانى نقصا رهيبا وتم تخفيضه بمعدل 20% فى الوقت الذى زادت فيه الأسعار. ويقترح الدكتور تامر يوسف أن تقوم مستشفيات الصحة بواجبها فى استقبال الحالات العادية والبسيطة وأن يقتصر دور الجامعية على العمليات الكبيرة ، فلا يعقل أن تعالج مستشفيات ومراكز جامعة المنصورة 75% من مرضى المحافظة والبقية لدى مستشفيات وزارة الصحة التى لا يقبل عليها المرصى. أما مستشفى الأطفال الجامعى بالمنصورة فهو بحاجة إلى إنشاء دورين جديدين لزيادة عدد الحضانات لحديثى الولادة والعناية المركزة وجراحة القلب للأطفال وزراعة النخاع للأطفال بتكلفة مبدئية 200 مليون جنيه. وتتمثل حاجة مركز جراحة الجهاز الهضمى فى بناء وتجهيز مبنى وحدة زراعة الكبد بقيمة تقديرية 100 مليون جنيه والتى تبرع أحد المواطنين بمبلغ 15 مليون جنيه منها للإنشاءات التى بدأت بالفعل. ويحتاج مركز أمراض الكلى والمسالك البولية إلى توسعة جناح العمليات واستمرار دعم العلاج لمرضى زراعة الكلى ليواكب الزيادة فى عدد الحالات بتكلفة مبدئية 100 مليون جنيه. ومن جانبه يؤكد الدكتور محمد حجازى مدير مركز الأورام بجامعة المنصورة الحاجة إلى تجهيز برنامج زراعة النخاع وتحديث العمليات بتكلفة مبدئية إجمالية تصل إلى 100 مليون جنيه منها 46 مليون جنيه لزراعة النخاع ، 40 مليون جنيه كبسولات العمليات. أما مستشفى الباطنة التخصصى فهو بحاجة إلى تجهيز المبنى الجديد بطاقة 250 سريرا، وتقول الدكتورة مها ماهر مدير عام المستشفى إن المشروع يضاعف عدد الأسرة ويتكون المبنى من 9 أدوار تشمل العنايات المركزة وأمراض الجهاز الهضمى ووحدات لغسيل الكلى وأمراض الدم وغيرها . ويؤكد الدكتور سمير محمد عطية مدير مستشفى الطوارئ أنها بحاجة ملحة إلى إجراء توسعات تستوعب الزيادة الكبيرة فى أعداد المرضى ومراجعة آلية تحويل الحالات من المحافظات المجاورة. ويعترف الدكتور السعيد عبد الهادى عميد كلية طب المنصورة ورئيس مجلس إدارة المستشفيات الجامعية بوجود نقص فى عدد الأسرة المتاحة للرعاية المركزة فى جميع مستشفيات وزارة الصحة والجامعات ، مشيرا إلى أن لدى مستشفيات الجامعة 250 سرير عناية مركزة ونحتاج 6 آلاف سرير وستظل هذا المشكلة قائمة لعدم وجود إمكانيات، ونحتاج 150 جهاز تنفس صناعى، وعدم التنسيق بين المستشفيات الجامعية ومستشفيات وزارة الصحة يقلل من الاستفادة من العدد القليل المتاح من أسرة العناية المركزة، بالإضافة إلى نقص عدد الأطباء وهيئة التدريب المدربين لتقديم الرعاية المركزة وسفر معظمهم إلى العمل خارج مصر . ويقول عبد الهادى أن جميع المستشفيات الجامعية والمراكز الطبية بحاجة ملحة إلى شراء أدوية ومستلزمات لعلاج المرضى غير القادرين، رغم أن لدى الجامعة 10 مشاريع صحية وطبية يصل حجم التمويل المطلوب لها إلى 1.9 مليار جنيه منها استكمال إنشاءات ثلاثة مراكز طبية بطاقة استيعابية750 سريرا للنساء والتوليد وجراحة العظام وجراحة المخ والأعصاب والأمراض العصبية. ويؤكد الدكتور محمد القناوى رئيس جامعة المنصورة إن الجامعة تحرص على تطوير الخدمات الطبية وطموحاتها تتجاوز بكثير الموازنة العامة للدولة، وتتوسم خيرا فى مشاركة فاعلة من المجتمع المدنى لتطوير أساليب العلاج وتطبيق جميع الأساليب الطبية الحديثة لعلاج المرضى.