«القطن فتح هنا البال.. اجمعوا خيره مالناش غيره.. يغنى البلد ويهنى البال.. يا رب يحى لنا أملنا وتخلى مصر فى أسعد حال...»إنها أنشودة القطن لسيدة الغناء العربى أم كلثوم والتى ترددها الفتيات وقت جمع القطن وسط حالة من الفرحة والبهجة وإطلاق الزغاريد، إنه أحد مشاهد جنى القطن بقرية نمرة البصل بمحافظة كفر الشيخ. والذى يتذكره أبناء القرية الآن عندما التقينا بهم قبل زن يبدأ موسم الزراعة الجديد.. تحدثنا معهم عن ذكرياتهم مع موسم الحصاد فقالوا انه مع بزوغ فجر اليوم الجديد يبدأ الأولاد والبنات والأطفال والكبار الذين يقومون بجنى القطن فلا توجد أعمار معينة لمثل هذه المهنة التى تتوارثها الأجيال فى التجمع قبل صلاة الفجر، ويتم نقلهم بجرار زراعى إلى حقول القطن، ممسكين ببعض الأكياس البلاستيكية الكبيرة يضعون فيها ما يقومون بجنيه خلال يوم شاق، إنها أجواء خاصة جدا، حيث يعتبر المزارعون موسم جنى القطن أفضل مواسم الزراعة، حيث يقومون فيه بسداد التزاماتهم المادية عقب بيع المحصول. «فاطمة» لديها موهبة خاصة، فهى قادرة على التقاط زهور القطن بسرعة مذهلة برغم صغر سنها الذى لا يتجاوز 10 سنوات، ولذلك فهى تأخذ 100 جنيه يوميا فى حين أن سعاد تأخذ 50 جنيها فقط، لبطئها فى الحصاد..بينما نجوى 16 سنة مخطوبة تأتى للعمل فى موسم جنى القطن، حتى تستطيع أن تكمل جهازها وتشترى مستلزمات منزلها، وحتى تساعد والدها المريض الذى لا يقوى على تحمل نفقات أخواتها البنات .. وانتصار بالصف الأول الإعدادى تأتى الى »الكله«بصحبة أخيها وأختها للعمل فى جنى القطن حتى يتمكنوا من شراء الأدوات الدراسية لمساعدة والدهم فى المصاريف.. الحاج محمود شاهين البالغ من العمر 74 عاما، يقول بدأت هذا العمل منذ نعومة أظافري، وتوارثت المهنة عن آبائى وأجدادي، فهى تمنحنا الفرح وتساعدنا على زيادة دخلنا السنوى. أشرف فراز بهيئة تحكيم واختبارات القطن، قال : إن كفر الشيخ هى أولى محافظات الجمهورية إنتاجا للقطن حيث بلغ إجمالى المساحة المنزرعة بها الموسم الأخير 100 ألف فدان، يليها البحيرة 36 ألفا، ثم الغربية، وبعدها الدقهلية والشرقية حيث تتراوح المساحة بين 28 إلى 32 ألف فدان. أحمد مصيلحى رئيس قرية «نمرة البصل» وصف القطن بأنه بالنسبة للفلاح «محصول إستراتيجى هام ينتظره من العام للعام»، إلا أنه منذ نهايات عام 2004 بدأ يشهد تدهورا كبيرا بعد أن انخفض سعره وقل تسويقه، لكنه الآن بدأ يستعيد مجده.