ما لا تحله السياسة تم حله بواسطة الكرة هذه المستديرة الساحرة أظهرت بحق ما لديها من كفاءة بإمكانها حل مشاكل كان من الصعب حلها بعد أن وصلت الأمور بين الكوريتين الشمالية والجنوبية إلى حد التسابق غير المسبوق فى التسليح النووى فكل راح يستعرض إنجازاته النووية المتطورة التى من خلالها تحطم كل منهما الأخرى. فكوريا الشمالية استطاعت انتاج قنبلة هيدروجينية لأن تجاربها تجريها تحت الأرض نظرا لعدم وجود مساحات شاسعة تجرى فيها التجارب وأيضا الصواريخ. عابرة القارات التى تحمل رؤوسا نووية تصل تهديداتها إلى أمريكا فى البيت الأبيض هكذا كان التهديد والأخرى الجنوبية حاولت أيضا إجراء تجاربها وقامت بعرض منجزاتها النووية ووصل الأمر إلى تخوف العالم أجمع من إحتمال قيام حرب نووية تقضى عليه وبدأت الأمور تأخذ شكلا خطيرا، وعكرت صفو العالم نتيجة هذه التهديدات المستمرة. ولم يكن هناك حكيما يهدأ من روعة هذه الأمور الصعبة. إلى أن جاءت مبادرة كوريا الشمالية بالمشاركة فى دورة الألعاب الأوليمبية ورحبت الجنوبية بهذه المبادرة وبدأ هناك روح من التقارب الذى أدى إلى زيارة الأميرة كيم يوجونغ شقيقة الزعيم الكورى كيم كونغ أون والبالغة من العمر 30 عاما هذه الأميرة الرقيقة الصارمة التى بدأت بزيارتها إلى كوريا الجنوبية تخطو أولى خطواتها الدبلوماسية، فهى شخصية هامة حيث يعدها شقيقها لمنصب هام خاصة أنها أكملت دراستها فى سويسرا وتجيد لغتين الانجليزية والفرنسية، وبرغم وجود تباين بين الأحزاب لهذا التقارب إلا أن زيارة الأميرة جاءت بمثابة حدث يعلو على أية أفكار من هنا أو هناك، والحقيقة؟ هذه الأميرة تعد مصدر ثقة لما لها من ثقل سياسى فهى ذات نفوذ فى البيت الكورى فهى أيضا أول امرأة من سلالة كوريا الشمالية فقد كانت بعيدة عن الأضواء حتى موت أبيها رئيس كوريا الشمالية السابق, ويرى المحللون أن هذه الأميرة ذات الشخصية المتميزة فى عالم السياسة تمهد لعلاقات جيدة بين الكوريتين الجنوبية والشمالية، وتعد زيارتها ذات قبول لدى الجانب الجنوبي، وأثرت بشكل مباشر انعكس بالترحيب فى اذابة الجليد هكذا بدأت الأمور تأخذ شكلا إيجابيا بين الكوريتين إلا أن هذا لا يعجب أمريكا وقابلت هذا التقارب بالرفض وحذرت من أخذ محاولات بين سيول وبيونج يانج وألحت فى عدم التقارب إلا بعد أن تتخذ الشمالية خطوات ملموسة مستعدة فيها عن التنازل عن أسلحتها النووية فقد سبق أن رفعت كوريا الشمالية الراية البيضاء ووضعت نفسها رهينة للبيت الأبيض وقامت بتحطيم برج التبريد النووى فى يوينجيون فى بادرة مهمة سعيا لإنقاذ شعبها من الضياع والجوع مؤثرة لقمة العيش على الذرة وأرادت من وراء ذلك رفع الحصار الاقتصادى بالإضافة إلى الأفراج عن المتجمدات الكورية هذا ما فعلته وأنتظرت (كوريا) ردا على ما فعلته ولكن هو التلكؤ الأمريكى بسبب وسوسة إسرائيل فى أذن أمريكا وبأن ما فعلته كوريا ليس بكثير فالمطلوب أكثر لذا راحت كوريا تثأر لكرامتها الجريحة، وأعتبرت نفسها وقعت فى فخ من جراء سياسة عقيمة، وراحت تعلن العصيان الذى أتى بتطوير برنامجها النووى والسؤال ماذا بعد هذه الانفراجة التى تريد من خلالها أمريكا أن تعاود تكدير الصفو العام العالمى وتعاود الكرة مرة أخرى لابد أن تعالج الأمور بحكمة السياسة أو سياسة الحكمة من خلال توازن الأمور حتى تجنب العالم ويلات حرب أخرى , فهل من نداء اللسلام حتى تعدل أمريكا عن موقفها تجاه كوريا الشمالية الحقيقة هذه كلها مراحل تؤكد أنه لا بديل عن السلام، فتحية منا لمحبى السلام ليعيش العالم فى وئام، وتعلو كلمة الحق على كل الكلام. لمزيد من مقالات ماجدة حسنين