لماذا تركتنى يا أبى

خارج المسجد ؟
وتركت سؤالى للفضاء الرحب
للظل يحضنه الظل
تركتنى .. لليل يسرقني
أين نورك وأنا خلف غبارك
ابحث عن دور .. وأدور
أسبح فى ماء عينى
أسحب ملامحى مني
وحدى أدافع عن ذاتى
ووحدى أطير فى صحاريي
أرسم مائى لا ماء لي
لا قلب لى ولا عقل
ولا اسم للورد فى قلبي
لا ريح ولا رايات ليّ
أنا نسمة فى الزحام
تتناقلها أرجل الغرباء
خذ ما تبقى من سكينتي
من بحر إيمانى
من قيمة اسمي
ما دمت اخسر الفوضي
ظلى يبحث عن جسدي
البئر حولى يأخذني
وحدى .. بدون ماء
تركتنى بدون عصاي
أهش على افكاري
هل كان من حقى
أن أذهب خلفي
أما كان القيد قيدى
قلت للذى جاء
بالسؤال المسجون فيّ
أنا سجين نفسي
أضيع وقتي
وأنا ابحث عن جداري
انتفض وارتعش
وأدخل ماء وضوئي
أروى عطش الروح
وأكسر الآهة المرايا
هى أمنيات الدم
تسقطنى فى ساقية الوقت
ساعة تدور
ظل يبحث عني
أنا هنا خارج المسجد
انتظر المدد
احتلال يوم الذاكرة
من الذى خدعك
وقال لك
أن ماء المطر دموع
وأن الجبال عندما تنهار
لأتبقى جبال
وأن الذى فى قلبك
قد ينبت أشجارا وعشبا
لا تصدق كل ذلك
وأحلم بالذى بجوارك
اتحد معه فى الألم
أخسر الدنيا
وارسم وحدتك
أين اشجار الموتي
وقماشك الأبيض
يرفرف فى الظلام
ربما كنت يوما تحلم
بان تحمل أثأرك الهواء
انتظر موتك
فى شرفات بحرك
أنظر للمدى
وعندما تجده قادم
أشرب كوبا من الشاي
لمع حذاءك
واترك حافظة نقودك خاوية
اجمع ملابسك واتركها
فى دولاب الذاكرة
اجمع أثارك من الحيطان
وأغرقها فى ماءك
أنت مجنون
سوف تلمس أغانيك
شطوط القري
لو تستطيع اجمعها
وردة ..وقناع
اهرب من عيون الفجر
وألمح ملامحك
كل المرايا تعكس قتلاك
لا وألف لا
سوف أجلسك
فى نهاية عطلة اليوم
تخسر ما تبقى من حنانك
لا تتحدث عن موتك
عن بيض حمام
عن خوفك
عن يوم الذاكرة