«بدوى لو ماكَلش هايموت. بدوى لازم ياكل عشان الكسر يلم»!! كانت تتجه نحو المستشفى، وفى يدها عمود الأكل، عندما صدمتها سيارة فارهة!! قال لها صاحب السيارة ... مش تفتحى.. انت عمية !! قالت: سامحنى يابنى.. نظرى ضعيف، رُحت أفصل نضارة لقيتها هتتكلف كتير، قلت أجيب فروجه لبدوى يرُم بيها عضمه، ولما يقوم بالسلامة ويرجع شغله يبقى يفصلّى نضارة!. حين وصلت سيارة الشرطة إلى مكان الحادث، كانت رقعة الدم الحمراء تحت أم فكرى تتسع، وبينما الضابط منشغل بالحديث مع صاحب السيارة الفارهة الذى أخرج له من جيبه عدة كارنيهات، وأشعلا سيجارتين من علبته الموضوعة على تابلو سيارته!! أشارت أم فكرى إلى فتاة كانت تقف ضمن المتجمهرين حولها ، قالت لها: «والنبى يابنتى ينوبك ثواب ودى الباقى من الأكل فى العمود لعمك بدوى فى المستشفى.. هيفرح قوى لما تسألى عليه، كان نفسه يكون عندنا بنوته جدعة زيّك، البنت عكاز أمها والقلب الحنين على الأب، وفكرى الله يسامحه، من ساعة مالافت عليه البحراوية وخدته معاها، مابيسألش خالص، مع انه عارف إننا «مقطوعين» من شجرة، أصلنا مش من هنا يابنتى، إحنا أصلا من سوهاج ، ضاق بينا الحال هناك فجينا ندوّر على الرزق فى الوسع.. اسألى على بدوى البَنّا، هو مشهور باسم البَنَا لأن دى شغلته، وقع من كام يوم من على السقالة فدراعه انكسر، وبيقولوا هيحتاج عملية فى العمود الفقرى. !! ثم صمتت برهة، وهى تحاول أن تبتلع ريقها بصعوبة، وتحملق فى كل من حولها وتتفحص الوجوه، ثم قالت للفتاة، وهى تغالب الإعياء الشديد ووهن بدا فى صوتها الذى يخبو شيئا فشيئا: قوليله يابنتى خُد بالك من نفسك، وقوليله كمان إن أم فكرى ها تت تأخر على.. !!