طخ طخ.. افتح يامحمود لأبوك، زمانه جاى من الشغل تعبان عبدالصبور: سلام عليكم الأم: وعليكم السلام يا خويا والرحمة، عملت إيه فى السلفة ياسى عبده اللى هنجيب بيها خروف العيد؟. عبدالصبور: احم..احم، رفضوا الطلب وقالوا لى: هو إحنا لاقيين ندفع لكم مرتباتكم، لما نسلفكم. الأم: إيييييه، يانهارك مش فايت ياعبدالصبور، يعنى إيه!! مش هجيب خروف زى بقية إخواتى، يا حظك اللى مش عاوز يتعدل ياعديلة.. من دون الناس كلها جوزك مش هيجيب لك خروف تتفشخرى بيه قدام جيرانك واخواتك، الله يرحمك ويسامحك يابا، انت اللى جوزتنى للفقرى ده، ياما قلت لك ده شحات، تقولى خدوهم فقرا واشحتوا سوا، أه يانى.. عبده: بس بس يا ست إنتى هتعددى ولا إيه، يعنى لازم تتفشخرى على قفايا أنا، لاحول ولا قوة إلا بالله وأنا بإيدى حاجة يعنى ومعملتهاش، قصره فين الغداء عاوز آكل وأريح شوية قبل ما أنزل شغل بعد الظهر. عديلة: وليك عين تطلب أكل، ادخل اتخمد من غير أكل.. ماطبختش النهارده. وبعد ساعة: باباااااااااااا.. أصحى ياباباااااااااا. إيه يا عيال، أمكم انتحرت وريحتنا ولا إيه، قصدى خير مامتكم فيها حاجة!!. محمود: ماما عاوزاك بره بسرعة. ينهض عبدالصبور من نومه بسرعة: خير يا عديلة، فيه إيه؟. -عديلة: خير إن شاء الله ياسى عبده، فرجت أخيرا وهنجيب الخروووف. عبده فى سره «دلوقتى سى عبده يابنت ال…….» وده هيحصل إزاى بقى إن شاء الله. العيال وأمهم بصوت واحد: بالتقسيييييط. -عبدالصبور: وده إزاى ده بقى إن شاء الله، هناخد الخروف الأول، وبعد شهر ناخد الفروة. - عديلة: هيييييه ياأبو دم خفيف، لا هرهنك بدل الخروف، وبعد ما نسدد تمنه نبقى نرجعك، أنا بتكلم بجد مش بهزر، الولية أم توفيق اللى قدامنا اشترت خروف وأنت عارفها، بخيلة جلدة هى وجوزها وما تضحيش بتمن خروف أبدا، ولما سألتها: عرفت إن عكوة الجزار اللى فى الشارع اللى ورانا بيقسط تمن الخروف. - عبده: طب ويا ترى يا أم العريف، الثواب هيبقى مرة واحدة ولا بالتقسيييييط!!!. - بقولك إيه ياعبدالصبور، والله لو ما وافقتش، لآخد العيال وأروح محكمة الأسرة وأرفع عليك قضية خلع، وأطردك وأقول للقاضى: أخاف ألا أقيم حدود الله. وهنا يتدخل محمود الابن البكرى لفض الاشتباك، قائلا: طب تقسيط بتقسيط، يبقى نشترى من وزارة التموين، ده أنا سمعت فى التليفزيون إنهم هيبيعوا الخروف بالتقسيط ب38 جنيه الكيلو، وكمان خرفان إيه بقى!! من اللى بيسمعوهم موسيقى هادية، وبيأكلوهما علف درجة أولى. -عبدالصبور: بجد يا واد يا محمود اللى بتقوله ده، لو كده يبقى موافق، وأهو كل اللى ييجى من الحكومة فايدة، بادرته عديلة هى الأخرى: موافقة. «تانى يوم فى وزارة التموين»... عبده: لو سمحت هو مين المسئول عن تقسيط الخرفان. الموظف: آه ده الأستاذ سامح، ده موجود بس خطف رجله لغاية فندق سميراميس يورد لهم خرفان بالتقسيط، استناه هنا زمانه جى. وبعد ساعتين، جه سامح لقى طوابير مستنياه، وقف عبده مغلوب على أمره لحد ما وصل لدوره. سامح: من غير رغى أو كتر كلام، هات لى مفردات مرتبك، وروح على الخزينة، وادفع تمن الطلب ده واملاه، وما تنساش الدمغة. راح عبده ونفذ كل اللى قاله عليه سامح، ورجع له ومعاه الطلب. -سامح: هاااه، قولى الخروف اللى أنت عاوزه كام كيلو؟. - عبده: والله فى حدود...... - قاطعه سامح: أنت لسة هتنقى، خرفاننا كلها فرز أول، روح ادفع مقدم الخروف، بعد كده أمضى لى على الشيكات ديه بتمن الأقساط، ويوم واقفة العيد تيجى للمعلم سمير أبو فروة اللى فى ضهر الوزارة، وتستلم خروفك.. يلا ألف مبروووك، اللى بعده. «يوم الوقفة»... فى يوم الوقفة.. استيقظ عبدالصبور وعيلته كلها، وفى سعادة شديدة جريوا على الوزارة ليستلموا خروفهم. عبده: سلام عليكم، حضرتك المعلم كرشة. الجزار: كرشة ده مين يا أخينا، ده أنا المعلم فروة على سن ورمح. عديلة: لامؤاخذة يا معلم، اللى ما يعرفك يجهلك، إحنا جايين نستلم الخروف بتاعنا والوصل أهو. المعلم أبو فروة: ده أنتم رزقكم فى رجليكم، ده أنا هديكم «قلبظ» أسمن خروف عندى، والله وما ليكم عليا حلفان ، ده أنا بعلفه ولا كإنه عيل من عيالى، هات يا واد ياعضمة، قلبظ من عندك بعد ما تتأكد إنه أخد ال «breakfast» بتاعه. وبعد شوية، جه عضمة ومعاه عضمة. عبدالصبور: يانهار ما طلعتلوش شمس، إيه ده، ده قلبظ أمال لو عامل رجيم كان بقى عامل إزاى!!، ده ما يعملش كام كيلو على بعض، ده إحنا هناكله ده ولا نوزع عالناس ولا ندى للفقرا، أنا ما اتفقتش على كده. أبو فروة: الله الله، ده أسمن خروف عندى، ولو مش عاجبك بناقص، صحيح شحات وطالب كايزر، وبعدين يا أخى مش لازم تتفشخر بيه وتدبحه قدام الجيران، أبقى اتصور معاه سيلفى، ونزل الصور عالفيس عشان الناس تعرف إنك اتنيلت وجبت خروف. عبده: أمال الخرفان الحلوة اللى هناك ديه بتاعة مين، ما تشوفلنا واحد منهم يا معلم والله هندعيلك كلنا. أبو فروة: لاااااا حاسب، دول الخرفان اللى هيتوردوا لفندق سميراميس علشان أكل الأجانب، ولا أنت بقى عاوزنى أشارك فى ضرب السياحة، أنا هبلغ عنك.. شكلك إخوانى. وهنا قعدت عديلة تعيط جنب قلبظ وتتحسر على الخروف اللى مش عارفة هتدبحه ولا هتربيه مع عيالها، وتكسب ثوابه!!. سنة 2034 يجلس الحاج عبدالصبور وهو يشاهد حريم السلطان الجزء 150 وينادى على محمود اللى اتجوز، وخلف، وعياله بقوا فى ثانوية عامة. واد ياحودة؟ نعم ياحاج! ما تنساش يا ابنى، وأنت راجع من شغلك، ابقى عدى على وزارة التموين وادفع القسط الأخيرمن خروف العيد اللى اشتريناه من 15سنة، مش عاوز أموت يابنى وأنا عليا فلوس للحكومة، لحسن ما أدخلش الجنة... كح كح كح كح. •