وسط مُتغيرات وصُعبات الحياة المختلفة التي قد نفقد معها الكثير من الطموح والأحلام.. تخيل أن يمكن لشخص عن طريق الصدفة أن يُحلق في السماء ليُأثر في حياة الكثير ويزرع داخل قلوب منهكة ما يحيي أمالها من جديد.. عزيزي القارئ أنت مدعو معي خلال السطور القليلة القادمة لنعيش معاً قصة ملاك أسوان الطائر.. مروة الطفلة الجميلة حافية القدمين التي حلقت بخفة وإصرار في سماء أسوان حتي هبط حبها في قلوب المصريين. بينما كانت مدينة أسوان تحتفل بانطلاق الماراثون السنوي الخيرى لمؤسسة مجدى يعقوب للقلب في مطلع الشهر الحالي، كانت الطفلة مروة أبنة المراكبي البسيط التي لا تتعدي العشر سنوات ببشرتها السمراء ووجهها البشوش تبيع كعادتها المناديل للمارة دون أن تدرك وجود الحدث بجوارها حتي لفت انتباها أناساً يصطفون أحد جوانب النيل، فقررت بفضول طفلة الاقتراب أكثر للتعرف علي ماذا يحدث. اصطفت هي الأخرى لكن بين المشجعين مرتدية أسدال وشال حتي لمحت أطفال في مثل عمرها بكامل زيهم الرياضي في انتظار بداية السباق.. لا أحد يمكنه أن يصف أحساس طفلة واقفه في مثل هذا المشهد خاصة وأنها تعشق الركض والتحليق هنا وهناك، كان من الممكن أن تظل واقفه مختفية بين صمتها لكن أن كانت الصُدفة هي السبب في تواجدها بمكان السباق، فالحب والطموح في التحليق عالياً للإمساك بالحلم كان أقوي سبب لاستنادها عليه أمام أي أمكانيات أو تردد يعوقها دون الاشتراك بالسباق، وبالفعل وافقت الشركة المنظمة علي مشاركة مروة، التي خلعت حذائها و رمحت حافية القدمين بين المشاركين بابتسامتها البشوشة مقتحمه تحدي جديد كما اعتادت الركض وراء لقمة العيش، وجاءت المفاجأة لتتوج مروة ملاك أسوان الطائر بالمركز الأول في سباق 1 كيلو بماراثون أسوان الخيرى لصالح أطفال مرضى القلب لمستشفى مجدى يعقوب. من وقتها ومروة حافية القدمين ملاك متوج في قلوب المصريين؛ ربما لأن الكل لمس الإصرار والحب داخل قلبها أو ربما لأنها هي التي لمست أحلام وأمال فُقدت داخل قلوب الكثير منا. ويبقي السؤال بعيداً عن الشو الإعلامي المعتاد القاهر والقاتل لأي موهبة؛ هل نستطيع نحن أيضاً أن نوفر لمروة بكل حب الدعم النفسي والرياضي والمادي المناسب لتأهيلها لتكون بطلة عالمية أو بطلة لأحلامها؟! [email protected] لمزيد من مقالات مى إسماعيل;