عمرك شفت عٌينة بينٌة على الإصرار والتحدى وقوة الإيمان عندما تتفجر على هيئة أمل ورغبة فى الفوز .. تلك هى مروة ، طيب عمرك شفت الفقر وقلة الحيلة وقهر الحاجة عندما يتحولوا من أسباب تكفى لكسر أقوى الرجال الى طفلة سمراء تنفرط خطواتها كحبات اللؤلؤ المنثور لتتجمع على طبق بنور يمتلىء بالقوة والإرادة والعزيمة والإنتصار .. تلك أيضا هى مروة . الجميلة الصغيرة التى لم تتجاوز العشر سنوات ولكنها بعفوية وتلقائية ودون قصد صفعتنا على وجههنا لتفيقنا من حجة "ما باليد حيلة " فيد طفلة أسوان الرقيقة أكدت بما لايدعو مجالا للشك أنه لايوجد شىء يغلب الإرادة لو كانت حقيقة والإيمان مادام صادقا . إبنة المراكبى البسيطة التى تبيع مناديل فى محطة قطار أسوان ولا تملك من الدنيا سوى وجه بشوش ورضا بقدرها وإيمان بنصيبها وأمل فى غد أفضل ربما كان هذا هو وقته إستطاعت أن تخوض سباق جرى للأطفال كان منظم من إحدى الهيئات الرياضية وهى لاتنوى منافستهم ولكنها فقط كانت تريد أن تشعر أنهاطفلة لها حق فى الحياة مثل الأطفال المشاركين فى المسابقة حتى غلبها إيمانها بنفسها ويقينها بقدرتها على الإستمتاع بالتجربة ودون نية مسبقة فشاركت معهم السباق وهى حافية القديمن مرتدية إسدال وشال لكن الله عز وجل لم يخذل عبده الذليل لرضاه القوى بإرادته وإيمانه فإكتسحت السمراء الصغيرة الأطفال المشاركين دون سابق تمرين أو تدريب لتحصل على المركز الأول بلا منافس فى سباق ال" 1 كيلو" بماراثون أسوان الخيرى لصالح أطفال مرضى القلب لمستشفى مجدى يعقوب وكإنها خاضت المسابقة حافية القدمين لترقص بها على جسر بروفسيور القلوب وتثبت أن القلب الملىء بالتحدى هو وحده القادر على النبض بالحياة والأمل والإرادة والصمود فى وجه الظروف مهما كانت قاسية وصعبة . ولم تكن الهيئة المنظمة للمسابقة أقل شجاعة من مروة فمنحوها ميدالية الفوز رغم كونها ليست مشاركة فى السباق من الأساس ولم تكن أسرة الطفلة المشاركة فى المسابقة بشكل رسمى والتى حصلت على المركز الثانى بعد مروة فى المسابقة أقل نبلا من الهيئة المنظمة فوافقوا على التنازل عن ميدالية الجائزة الأولى للصغيرة رغم عدم مشاركتها من الأساس . مروة التى أصبحت حديث المصريين على الفيس بوك بمجرد أن قام دكتور مروان علاء الدين أحد المشاركين بماراثون أسوان بإكتشاف قصتها ونشرها على صفحته الخاصة عالفيس بوك واصفا إياها بإنها أجمل ما رأى فى حياته عادت الأن لموقعها كبائعة مناديل فى محطة قطار أسوان وطوت أحلامها وطموحاتها فى أن تصبح نموذج رياضى مشرف لمصر داخل الشال والإسدال لربما حدثت معجزة أخرى وظهر من يستطيع أن يتبنى تلك الموهوبة الصغيرة سواء كانت مؤسسة رياضية كبيرة أو أحد لاعبى الرياضة فى مصر أو أحد المسئولين الذى يستطيع بجرة قلم أن يغير حياة ومستقبل الطفلة السمراء.