«إذا آمنت بقدرتك على تحقيق أحلامك، فلن تحتاج إلى دعم أو مساعدة من أحد، وإذا لم تؤمن بها، فلن تحقق شيئا مهما دعمك الآخرون»، هذه الكلمات البسيطة فى كتابتها، والقوية فى مضمونها هى من أعادت شابا إلى الحياة من جديد، بعدما كادت الصدمة تفقده توازنه النفسى، وكاد اليأس يتملكه. عمر عبدالقادر» 25 سنة»، فقد ساقه اليسرى فى أثناء ممارسته رياضة «السباحة» فى العين السخنة عام 2016، بعد هجوم «سمكة قرش» عليه، وفجأة شعر بأن الأيام فقدت أحلامها وألوانها، مرت عليه الأيام كعاصفة أو كرة ثلج كلما حاول اكتشافها تذوب، ومع ذلك قرر خوض معركة الحياة من جديد ودافع عن حقه فى العودة مرة أخرصى، ولم يجعل القيود تكبل روحه حتى وان كبلت «ساقه». بدأ عمر كلامه قائلا: كنت أعيش حياة طبيعية مثل كل الناس، فبعد تخرجى فى كلية الهندسة بأحدى الجامعات الخاصة كانت سعادتى كبيرة جدا، وقررت مع أصدقائى القيام برحلة إلى العين السخنة لممارسة رياضة السباحة المحببة إلى قلبى، حيث قمنا باستئجار مركب، ومع حبى الشديد للسباحة نزلت بسرعة إلى المياه، وبدأت أصعد أكثر من مرة من المياه إلى المركب والعكس، وفى المرة الأخيرة نزلت للسباحة وكانت المسافة بينى وبين المركب حوالى 5 أمتار، وقررت الصعود إليه، لكننى شعرت بخبطة فى قدمى لكن لم أبد أى اهتمام، وبعدها بثوان وجدت سمكة قرش طولها لا يقل عن 3 أمتار تمسك قدمى اليسرى، وبدأت أقاوم بشدة وأنادى على اصدقائى الموجدين على سطح المركب، ومع مقاومتى الرهيبة بدأت سمكة القرش تدفعى يمينا وشمالا داخل المياه. وأضاف: استمر الوضع على هذا الحال فترة، أنا أقاوم والقرش يدفعنى بعنف، حتى خارت قوتى وشعرت بالتعب من المقاومة.. وبدأت أردد الشهادة بصوت عال، ولكنى لم استسلم، وقررت الهروب، وبدأت الدفاع عن حقى فى الحياة والعودة للمقاومة مرة أخرى، إلا إننى وجدت سمكة قرش أخرى تمسك قدمى اليمنى، والقوا لى أصدقائى عوامة من فوق المركب لكى يسحبونى فى اتجاههم، وبدأت أسبح والقرش قابض بأسنانه على قدمى حتى وصلت إلى العوامة، لكن كلما سحبنى اصدقائى خطوة، سحبنى القرش خطوات، وبعد فترة من المقاومة شعرت بفقدى ساقى اليسرى، وقاومت سمكة القرش الأخرى التى تمسك بقدمى اليمنى، حيث دفعتها بقوة فى عينها، فتركت قدمى وشدنى اصدقائى بسرعة بالعوامة نحوهم، لكن القرش لم ييأس وقام بمسكى من ذراعى حتى وصلنا إلى المركب، فقام اصدقائى بضربه بشدة على رأسه فتركنى وحملونى إلى سطح المركب، وتم نقلى إلى مستشفى السويس لإجراء الإسعافات الأولية لى، بعدها نقلت إلى مستشفى عين شمس التخصصى، خاصة أن الإصابات فى قدمى اليمنى كانت عبارة عن 30 «غرزة» بالإضافة إلى 20 «غرزة» فى ظهرى. وأكمل: بعد خروجى من المستشفى لم يكن أمامى إلا استحضار الروح المتمردة.. وأعلنت بصوت عال قبول التحدى، وقررت أن أتأقلم مع حياتى الجديدة، وبدأت أفعل ما كنت أفعله قبل الحادثة وأخرج مع أصدقائى وأجلس معهم فى الأماكن التى كنا نجتمع فيها. ويواصل عمر حديثه: بعد فترة سافرت إلى ألمانيا لتركيب طرف صناعى فى ساقى اليسرى، ومع حبى الشديد للسباحة، بدأت بعد عودتى من ألمانيا ممارستها فى حمام سباحة، وبعد فترة دخلت فى تحد مع نفسى وقررت الذهاب للسباحة فى الشواطئ التى كنت أمارس فيها هذه الرياضة قبل الحادثة، حيث ذهبت إلى الساحل الشمالى وطابا والبحر الأحمر، ولكى اكسر الحاجز النفسى نتيجة فقد ساقى اليسرى، قررت الذهاب إلى العين السخنة فى مكان الحادثة. وحاليا أركز فى ممارسة رياضة «الكروس فت» هى رياضة تقوم على تقوية عضلات الجسم وزيادة اللياقة البدنية، وأحاول معرفة القوانين والقواعد الخاصة بهذه الرياضة، لأننى فى المستقبل أتمنى أن اكون أحد مدربيها. ووجه عمر نصائحه قائلا: يجب على أى إنسان ذى إعاقة أو تعرض لإصابة أدت إلى تعرضه للإعاقة أن توقف توترك ويأسك بنفسك، وتبحث عن شىء يسعدك لتدخل مرة أخرى إلى الحياة، وعليك فقط أن تخطو الخطوة الأولى فى سلم النجاح لأنك لست بحاجه لرؤية السلم كله، فقط ابدأ بالخطوة الأولى، وستصل للنهاية، وأن فشلت فيكفيك شرف المحاولة، فالحادثة التى حدثت لى غيرت من نظرتى للحياة وبالطبع تغيير إيجابى.