رحلة طويلة وأنا أتابع فيها الفنان فاروق حسنى لأكثر من 40 عاما ما بين بداية تخرجه فى كلية الفنون الجميلة بالاسكندرية ثم ملحقا ثقافيا فى فرنسا ثم رئيسا لأكاديمية الفنون بروما وبعدها العودة إلى مصر وزيرا لثقافتها على مدى أكثر من 20 عاما. مشاهدتى له مؤخرا كانت فى معرضه بقاعة بيكاسو الجديدة بالتجمع الخامس حيث يقدم فيه أكبر عدد من أعماله الفنية. كما يتم بالنسبة لمعارض فاروق حسنى يصعب عليك التمعن فى اللوحات بسبب الزحام الشديد لكن رغم هذا الزحام تلتقط عيناك عددا من أعماله التى أهم ما يميزها بالنسبة لى هى تركيبة غريبة من الألوان بالاضافة إلى أنك يستحيل أن تشاهد عملا ولا تعرف فى الحال أنه أحد أعمال فاروق حسني. بالطبع هى ميزة كبيرة أن تقول اللوحة انها لفلان وما يؤتيه ذلك من تفرده بأسلوب وخطوط تؤكد هوية الفنان بتلك الأعمال التجريدية التى اشتهر بها عاصرته بالطبع وزيرا للثقافة ولكن بعد نهاية عمله بها كان مستمرا ليس فى الوزارة ولكن فى الثقافة من خلال الفن التشكيلى الذى خدمه طوال عمله كوزير بدقة نشاهد أثرها حتى الآن فى انتشار المعارض الفنية والابقاء على اقتناء الأعمال المصرية بدلا من تلك التى كانت تزين منازل الآباء والأجداد من نماذج مقلدة من اللوحات العالمية لكبار فنانى أوروبا ونجد تجمعات بالذات فى افتتاح المعارض التى أصبحت تضم العديد لا أقول من النخبة فهذا وصف لا أحبه ولكن عددا منهم نستشعر اهتمامه بالفن الحقيقى بعيدا عن الادعاء. أيضا نشاهد عددا من فنانينا التشكيليين الذين يحرصون على التواجد فى الافتتاحات وأيضا بعدها فيما يؤكد بالفعل أن ثمة حركة فنية تشكيلية كبيرة فى مصر. ولم تقتصر على اللوحات ولكنها تعدت إلى فن النحت من خلال سيمبوزيوم أسوان. ربما لا تستبعد هذه الحركة ونحن أحفاد من خلدوا تاريخهم العظيم من خلال الفن سواء التشكيلى أو المعمارى وهم أجدادنا الفراعنة الذين حتى الآن لا نستطيع ملاحقة ما تركوه لنا من آثار. أعود وأقول عن رحلة معرفة طويلة بالوزير الأسبق الفنان فاروق حسنى من خلال متابعة نشاطه الغزير فى الوزارة بما يحمله من رؤى جديدة استطاع أن يحققها فى الواقع ابداع وأحلام سيذكرها له التاريخ وبالذات المتحف الكبير بجوار الأهرامات.