لاحظ العلماء أنه عقب حدوث انهيار في احد أنواع النجوم ، يصبح حجمه قريبا من الصفر ، مما يعني أن كثافته تقارب اللانهاية ، ثم يُصدر هذا النجم حزمة من أشعة جاما من أقطابه تستمر لعدة ثوان تُسمع كأنها طرقة واحدة وهنا يتشكل الثقب الأسود ذا قوة الجذب الهائلة بحيث إذا دخل الضوء نقطة "ال لا عوده"، فإنه لا يخرج منها وبصيغة أخرى، فإن الثقب الأسود لا يمكن رؤيته بشكل مباشر لأنه يمتص الضوء ويبدو للناظر وكأنه أحدث تقباً في السماء وهو ما يتضح في قول الله تعالى : " وَالسَّمَاءِ وَالطَّارِقِ وَمَا أَدْرَاكَ مَا الطَّارِقُ النَّجْمُ الثَّاقِبُ " ويتواجد النجم الثاقب في مراكز المجرات ويعتبر المُكوِّن الرئيسي في بنائها ويُحدث شكل الدوّامة التي تقوم تدريجياً بابتلاع الغاز والدخان في المجرة وحتى النجوم ويتمركز في وسط مجرتنا نجم ثاقب “تقب أسود” هائل الكتلة تبلغ كتلته 4.1 – 4.6 مليون ضعف كتلة شمسنا. إن الناظر للسماء يظن النجوم قريبة ، غير أن التقدم العلمي في علوم الفيزياء الفلكية جاء ليبين لنا إن الأبعاد فيما بين النجوم ومواقعها كبيرة جداً لا يتخيلها أو يتصورها عقل بشر، فمنها ما يبعد بسنوات ضوئية عن الأرض ومنها ما يبعد بعدة ملايين من السنين الضوئية ، وهذه الحقيقة بقيت مجهولة حتى مطلع القرن العشرين ، حيث بينت المراصد الفلكية بعد المسافة إلى هذه الأجرام السماوية ، وهو ما يتضح في قول الله تعالى : " فَلَا أُقْسِمُ بِمَوَاقِعِ النُّجُومِ وَإِنَّهُ لَقَسَمٌ لَوْ تَعْلَمُونَ عَظِيمٌ “ وتشير الدراسات الكونية إلى وجود قوي مستترة في اللبنات الأولية للمادة وفي كل من الذرات والجزيئات وفي كافة أجرام السماء تحكم بناء الكون وتمسك بأطرافه إلى أن يشاء الله تعالى فيدمره ويعيد خلق غيره من جديد ومن القوي التي تعرف عليها العلماء في كل من الأرض والسماء أربع صور ، يعتقد بأنها أوجه متعددة لقوة عظمي واحدة تسري في مختلف جنبات الكون لتربطه برباط وثيق وإلا لانفرط عقده والقوى هى القوة النووية الشديدة والقوة النووية الضعيفة والقوة الكهربائية المغناطيسية (الكهرومغناطيسية ) ، حيث تم توحيد قوتي الكهرباء والمغناطيسية في شكل قوة واحدة هي القوة الكهرومغناطيسية و يحاول العلماء جمع تلك القوة مع القوة النووية الضعيفة باسم القوة الكهربائية الضعيفة ، حيث لا يمكن فصل هاتين القوتين في درجات الحرارة العليا التي بدأ بها الكون ، كذلك يحاول العلماء جمع القوة الكهربائية الضعيفة والقوة النووية الشديدة في قوة واحدة وذلك في عدد من النظريات التي تعرف باسم نظريات المجال الواحد أو النظريات الموحدة الكبر (the grand unified theory) ) ، ثم جمع كل ذلك مع قوة الجاذبية فيما يسمي باسم الجاذبية العظمى (Supergravity) التي يعتقد العلماء بأنها كانت القوة الوحيدة السائدة في درجات الحرارة العليا عند بدء خلق الكون ، ثم تمايزت إلى القوي الأربع المعروفة لنا اليوم ، والتي ينظر إليها على أنها أوجه أربعة لتلك القوة الكونية الواحدة التي تشهد لله الخالق بالوحدانية المطلقة فوق جميع خلقه ، فالكون يبدو كنسيج شديد التلاحم والترابط ، ورباطه هذه القوة العظمي الواحدة التي تنتشر في كافة أرجائه ، وفي جميع مكوناته وأجزائه وجزيئاته ، وهذه القوة الواحدة تظهر لنا في هيئة العديد من صور الطاقة ، والطاقة هي الوحدة الأساسية في الكون ، والمادة مظهر من مظاهرها ، وهي من غير الطاقة لا وجود لها ، فالكون عبارة عن المادة والطاقة ينتشران في كل من المكان والزمان بنسب وتركيزات متفاوتة فينتج عنها ذلك النسيج المحكم في كل جزئية من جزئياته .... وما سبق من حقائق علمية يتضح في قول الله تعالى : " وَالسَّمَاءَ بَنَيْنَاهَا بِأَيْدٍ وَإِنَّا لَمُوسِعُونَ " ، وقول الله تعالى : "اللَّهُ الَّذِي رَفَعَ السَّمَاوَاتِ بِغَيْرِ عَمَدٍ تَرَوْنَهَا ثُمَّ اسْتَوَى عَلَى الْعَرْشِ وَسَخَّرَ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ كُلٌّ يَجْرِي لِأَجَلٍ مُسَمًّى يُدَبِّرُ الْأَمْرَ يُفَصِّلُ الْآَيَاتِ لَعَلَّكُمْ بِلِقَاءِ رَبِّكُمْ تُوقِنُونَ " ويقول الله تعالى : " وَالْأَرْضَ بَعْدَ ذَلِكَ دَحَاهَا “ ومعنى دحاها أي بسطها لتكون صالحة للإنسان والنبات ومن معاني دحا: دحرج وهو ما يتفق مع حقيقة إن الأرض عند انفصالها أخذت تدور وتتدحرج في مسارها ولا تزال تتدحرج وتتقلب وهي تجري في فلكها. ويقول الله تعالى “ وَالْقَمَرَ قَدَّرْنَاهُ مَنَازِلَ حَتَّى عَادَ كَالْعُرْجُونِ الْقَدِيمِ" توضح هذه الآية القرآنية الحقيقة في سبب تغيير شكل القمر في كل شهر وهو تنقله في منازل (مواقع) معلومة حتى يعود هلالاً كما بدأ والعرجون تعبير عن شكل الهلال المقوس. ويقول الله تعالى :" وَجَعَلَ الْقَمَرَ فِيهِنَّ نُورًا وَجَعَلَ الشَّمْسَ سِرَاجًا " ونجد في هذه الآية التفريق بين ضوء القمر والشمس ، وهكذا جميع آيات القرآن تصف الشمس بالسراج المنير الوهاج المضيء، بينما تصف الآيات القرآنية القمر بالنور، فالفرق واضح في التعبير ويدل على حقيقة علمية واضحة وهي أن التقدم العلمي أثبت أن ضوء الشمس من ذاتها ينبع فهي كالسراج المشتعل ، بينما القمر فليس ضوؤه إلا انعكاساً من الشمس فليس من ذاته ولقد أنار بنور الشمس. ويقول الله تعالى :" وَالشَّمْسُ تَجْرِي لِمُسْتَقَرٍّ لَهَا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ" ، وهى الحقيقة التي اثبتها العلم الحديث والتي تؤكد أن الشمس تجري وتتحرك كما أوضح الله بالقرآن. وهناك حقائق كثيرة أخرى منها إنزال الحديد من السماء والتي اثبت العلم الحديث نزوله عن طريق النيازك الساقطة على الأرض وهو ما يتضح في قول الله تعالى : “لَقَدْ أَرْسَلْنَا رُسُلَنَا بِالْبَيِّنَاتِ وَأَنْزَلْنَا مَعَهُمُ الْكِتَابَ وَالْمِيزَانَ لِيَقُومَ النَّاسُ بِالْقِسْطِ وَأَنْزَلْنَا الْحَدِيدَ فِيهِ بَأْسٌ شَدِيدٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَلِيَعْلَمَ اللَّهُ مَنْ يَنْصُرُهُ وَرُسُلَهُ بِالْغَيْبِ إِنَّ اللَّهَ قَوِيٌّ عَزِيزٌ " . [email protected] لمزيد من مقالات نهى الشرنوبي;