تبارك الله أحسن الخالقين.. آية كريمة تستدعيها الذاكرة حينما نقلب البصر في السماء فنجدها علي اتساعها ممتدة ومرتفعة بغير أعمدة تحملها.. وتتكرر هذه الصورة علي امتداد المعمورة شرقاً وغرباً وشمالاً وجنوباً.. بإعجاز بديع السموات والأرض إعجازاً يذهلنا ونحن ننظر إلي سقف الغرفة التي تحتوينا فنجده محمولاً علي أربع حوائط مدعمة بالأعمدة الخرسانية فنتساءل في دهشة.. سبحان الله كيف أقام هذه السموات بغير عمد؟؟ سؤال تتبعه العلماء في دول العالم وأجروا عليه الأبحاث فتوصلوا إلي بعض أسرار الخلق لكن عن مساحة من الكون قدرها 10% فقط وبقي 90% منه طلسماً. لقد قدم الله جل شأنه إشارات للعلماء في قوله "الله الذي رفع السموات بغير عمد ترونها ثم استوي علي العرش وسخر الشمس والقمر كل يجري لأجل مسمي" سورة الرعد .4 فماذا أسفرت عنه هذه الأبحاث؟ ضيفنا هو الأستاذ الدكتور مجدي يوسف أستاذ الفلك بكلية العلوم بجامعة القاهرة يتابع أبحاث العلماء في كل أنحاء العالم حول هذا الموضوع وكان معه هذا الحوار.. * كيف رأي العلماء السماء وهل اختلفت رؤاهم عن رؤانا؟؟ ** العلماء رأوا السماء من خلال أجهزة الاستكشاف العلمية تبدو كأنها كرة تحيط بالأرض.. تزينها النجوم ويظهر عليها مساقط مواقع النجوم وهي تركز للباحث حركتها الحقيقية وحركتها الانعكاسية لحركة الأرض حول محورها وحول الشمس كما رأي العلماء السماء وهي تحتوي علي أجسام منظورة وغير منظورة ورأي العلماء ايضا أن السماء تتكون من معاقيد المجرات وهذه بدورها من عناقيد النجوم كما رأي العلماء أن بعض النجوم لها كواكب تدور حولها ومنها من ليس له كوكباً أما ما حير العلماء حتي الآن فهو أنهم لم ترصد أجهزتهم إلا 10% فقط من الكون بينما رأوا 90% من الكون أسود اللون لا يعرفون ما بداخله فأطلقوا عليه "الظلمة" ورصدت أجهزة العلماء من الكون أنه تركيب فيزيائي وكيميائي معقد لكنه منضبط الحركة ليس فيه عشوائيات فهو يستقر أحياناً ويتحرك أحياناً أخري ولكنه بإعجاز إلهي عظيم لا يصطدم أبداً بعضه ببعض وهكذا طرحت بعض الأسئلة نفسها علي العلماء منها.. ترابط وثيق * كيف تترابط أجزاء الكون هذا الترابط الوثيق وكيف ترتفع بالصورة البديعة التي صنعها بديع السموات والأرض؟؟ ** يتوقف الدكتور مجدي يوسف لحظات عن الحديث وأقول له: لقد تضمن القرآن إشارات إلي هذا الوضع في الآية الكريمة "ألم تر أن الله سخر لكم ما في الأرض والفلك تجري في البحر بأمره ويمسك السماء أن تقع علي الأرض إلا بإذنه إن الله بالناس لرءوف رحيم" سورة الحج .6 المهم أن العلماء أصبح شغلهم الشاغل الإجابة علي السؤال الهام.. كيف ترتبط السموات بعضها ببعض هذا الارتباط الوثيق وكيف ترتفع بلا عمد؟؟ وكما يقول الدكتور مجدي يوسف توالت الأبحاث بين علماء كثيرين في العالم وانطلقت كل جماعة في فريق بحثي للإجابة أو لبحث التفسير العلمي لهذا الواقع البديع وتوصلوا في بداية أبحاثهم إلي تفسيرات أولية تقوم علي أن الله جل شأنه أوجد أربع قوي تحكم وتضبط علاقة التركيبات الكونية مع بعضها البعض وهي القوة النووية الضعيفة الموجودة داخل الذرات والتي تعمل علي تنظيم عملية تحلل الجسيمات الأولية مثل تحلل العناصر المشعة وهذه العناصر محمولة علي جسيمات أولية سالبة الشحنة. أما القوة الثانية فهي القوة النووية الشديدة التي تعمل علي ربط الذرات بعضها ببعض لتشكل جسم نواة الذرات وهذه تربط بين البروتونات والنيترونات التي تشكل نواة الذرة وهي تعمل علي التحام الانوية الذرية أثناء حدوث التفاعلات النووية داخل النجم. أما القوي الكهرومغناطيسية فهي تربط الذرات بعضها ببعض فتعطي المادة الصفات الطبيعية أما القوة الرابعة التي اكتشفها اسحق نيوتن فهي قوة الجاذبية وقد توصل العلماء إلي أنها تعمل علي ربط كل الأجرام السماوية بعضها ببعض سواء النجوم أو المجرات أو الكواكب السيات في الأقمار التي تربطها بالأرض الذي يبعد عنها 1400 كيلو متر كما تربط الأرض بالشمس والتي تبعد عنها 150 كيلو متراً.. وهكذا مع بقية الأجرام السماوية وبتعادل هذه القوي مع قوة الطرد المركزي الناتجة عن دوران هذه الأجسام عن محورها فيحدث هذا التعادل تكوين المسارات التي تتحرك فيها هذه الأجسام. نطرية الأوتار * وأسأل الدكتور مجدي يوسف: هل هذا آخر ما توصل إليه العلماء؟ ** ويجيب: لا فقد تواصل العلماء في أبحاثهم لاستكشاف المزيد من أسرار السموات حتي توصلوا إلي توصيف أفضل لهذه النظرية اسموه نظرية الأوتار. * وما هي تفاصيل هذه الأوتار؟ ** يجيب الدكتور مجدي يوسف ويقول إنها النظرية التي تحاول توضيح أسرار ترابط أدق الجزئيات في الكون والتي اكتشفها العلماء في أبحاثهم الجديدة والتي تضع النموذج الحديث للكون ويتمثل فيما يلي: الأجسام الأساسية المادية مثل الإلكترونيات والنيترونات وحدها ليست نقاطاً رياضية عديمة الأبعاد كما ظن العلماء في أبحاثهم السابقة بل هي أوتار ممتدة أو خيوط أو امتداد هندسي متحرك في عشرة أبعاد رياضية وعليه فإن الجسيمات الكونية كلها ترتبط بأوتار وخيوط تلف الكون بأسره وهكذا تلتقي أبحاث العلماء بإشارات السماء التي وردت في القرآن الكريم وتسجل حقيقة ترابط الكون بهذه الخيوط أو الأوتار غير المرئية وبذلك ترتفع السماء بغير أعمدة وترتبط أجزاء الكون بعضها ببعض في نظام بديع دقيق يمنع تصادم هذه الأجسام ويحيل حركتها في شكل مضبوط في الكون كله فتبارك الله الذي بيده الملك كله وهو علي كل شيء قدير. * هنا يكون السؤال الأخير.. هل توقف العلماء عند هذه النتائج؟؟ ** لا.. إنهم مشغولون بالبحث عن أسرار المنطقة المظلمة في الكون.