جولة جديدة نقوم بها اليوم في مذخور العلماء من معلومات حول هذا الكون الذي نعيش فيه ونري من خلاله آيات وآيات من خلق بديع السموات والأرض! نعيش في السماء الأولي وقد خلق العظيم الجليل سبع سموات ورفعها بلا عمد وخلق فيها الكثير من المعجزات وأعلم خلقه بكثير من الإشارات عنها ليتفكروا ويتدارسوا عظمة إبداعه. فقال جلت قدرته في قرآنه الكريم والسماء ذات البروج واليوم الموعود وشاهد ومشهود "سورة البروج" "1" فلا أقسم بالشفق والليل وما وسق والقمر إذا اتسق.." سورة الانشقاق "والشمس وضحاها والقمر إذا تلاها.. "سورة الشمس". "فلا أقسم بمواقع النجوم إنه قسم لو تعلمون عظيم "الواقعة 75" "والنجم إذا هوي ما ضل صاحبكم وما غوي" سورة النجم. بعد هذا القبس العظيم من السور والآيات. * أسأل ضيف هذه السطور الدكتور مجدي يوسف أستاذ الفلك بكلية العلوم بجامعة القاهرة.. كلما انفردت بنفسك في رحلة تفكر تدارس لآيات الله المعجزة في الكون كيف يكون شعورك؟! ** تستعيد ذاكرتي الآية الكريمة "وما أوتيتم من العلم إلا قليلا" سورة الإسراء 85 وأتذكر القول النافذ "كلما ازددت علما ازددت جهلا. مزيد من العلم * كيف؟ ** كلما حاول العلماء معرفة سر من أسرار هذا الكون ازدادت دهشتهم لهذا الخلق المعجز فالنجم مثلا عبارة عن كتلة كبيرة جدا من الغاز ملتهبة نتيجة لتفاعلات كثيرة تتم في داخلها بينما يبدو النجم في السماء كأنه نقطة ثابتة لا تتغير من يوم إلي يوم بينما وجد العلماء الكوكب كقطعة من الصخر والغاز البارد لا يشع الطاقة من ذاته بل يعكسها من النجم التابع له فكل نجم يتبعه من الكواكب ويظهر الكوكب في السماء ككرة صغيرة حركتها سريعة من ساعة لأخري ومن إعجاز الله جل شأنه أن عدد النجوم لا نهاية له وكل مجرة بها مائة بليون نجم وحينما يتبحر العلماء في دراسة ظاهرة انفجار النجوم يجدون أنفسهم أمام الآية الكريمة "كل من عليها فان ويبقي وجه ربك ذو الجلال والإكرام". رحلة حياة.. ثم فناء ونتابع حوارنا واسأل الدكتور مجدي يوسف. * ماذا رأيتم أيضا من إبداع الخالق في خلق النجم وتطوره حتي لحظة الانفجار؟! ** وجد العلماء أنه حينما يستنفد نجم بالغ الضخامة كل وقوده النووي ويكون قد كون مركزه حديدا في حالة غازية يأتي الوقت الذي لا تنطلق فيه أي طاقة فلا يستطيع النجم أن يتصدي للجاذبية وعندما تبلغ كقطعة اللب الحديدي للنجم ضعفا ونصف ضعف كتلة الشمس وينطوي اللب فجأة ليكون في حالة بالغة من الاستكانة فتندفع جميع البروتونات والالكترونات منتجة بيوترونات وينتج من هذا الانواء كمية هائلة من الطاقة تبتعد عن المركز لتحتل 90% من النجم ذاته وينتج بعد ذلك انفجار النجم. * وماذا يحدث بعد انفجاره كما أوضحت أبحاث العلماء؟ ** في المراحل الأولي من الانفجار يتكون الرصاص واليورانيوم وبعد فترة وجيزة للغاية ينتزع الجزء الخارجي من النجم ويتفرق عبر الفضاء وينتهي الأمر بالعناصر التي تتكون داخل النجوم المحتضرة أن تصبح جزءا من سحب غازية جديدة في الفضاء وهنا تبدأ عملية تحول الهيدروجين في النجوم ذات الكتل الكبيرة من "40-12" مثل كتلة الشمس إلي هليوم حتي يتكون من الهليوم النيتروجين ويتم ذلك بسرعة عالية حتي تصل لمرحلة الكربون وبعدها قد يتحول النجم إلي نجم متغير ثم نجم مستقر وقد يتكون ذلك عدة مرات في تاريخ حياة النجوم الكبيرة ونتيجة لقوة جاذبيتها العالية فإن التفاعلات النووية تستمر حتي يتحول الكربون إلي أكسجين ثم كبريت وسيلكون ويستمر ذلك إلي أن يتكون الحديد في لب النجم ثم يفقد النجم حوالي ثلث مادته وبعد أن يتكون الحديد في لب النجم ثم تختفي طاقة النجم تدريجيا وينكمش النجم مرة ثانية ولكن في شكل سقوط حر وفي فترة تقل عن ثلاث ساعات ثم يخرج كم هائل من أشعة النيترون من النجم وعبر عدة تفاعلات يحدث الانفجار المعروف بالسوبر نوفا. ينهي الدكتور مجدي يوسف حديثه قائلا إعجاز الله في الخلق بلا حدود لا نملك حياله إلا أن نقول "ربي زدني علما.