فى ذكرى رحيله الرابعة وحول تجربته الإبداعية كفنان تميز فى مجاله طوال مشواره الفنى وكانت له بصمته الخاصة، جاء ليحاكى وبكل عشق لهويته المصرية وتراثه الشعبى.. وبإجادة بالغة الذكر فى تمكنه من أدواته وخطوطه، فهو أحد رموز الحركة الفنية المعاصرة.. ولم لا وهو شيخ الحفارين الفنان الراحل حسين الجبالى أحد رواد الجيل الثانى فى مجال الحفر بعد الحسين فوزى، ونقيب التشكيليين الأسبق. والذى تخرج فى كلية الفنون الجميلة قسم الحفر عام 1958. وحصل على دبلوم التخصص فى الليثوجراف من المعهد الحكومى للفنون الجميلة ورسوم الكتاب أوربينو بإيطاليا عام 1967. فهو فنان من طراز خاص ويعد من أفضل الحفارين على الخشب بمصر وتحديدا فى مجال الحفر الطباعى. عشق الحارة المصرية بكل تفصيلها وجاء ليستقى منها لقطات جسدها فى لوحاته. فهو الفنان والمبدع ذو الأسلوب المتفرد عربيا والبعد الفلسفى فى أعماله، والذى عرف أيضاً بإجادته استخدام الخط العربى كقيمة تشكيلية وتشكيل فنى بصرى أكثر منه كصورة رمزية كان يجيد لغة الألوان فى بناء متزن الأركان، وبانطلاق وتحرر كان يصيغ أفكاره على السطح الطباعى. جاءت بعض أعماله مستوحاة من التراث الفرعونى والاسلامى والقبطى.. ليترك بصمته التى لا تمحى فى مجال الجرافيك والتى أثرت وبشكل كبير على جيل من التشكيليين الذين تعلموا منه وتأثروا به. مازجا إياها بين اللغة البصرية الجمالية وبين الخلفية الثقافية متخذا من التقنيات المتعددة والمتنوعة وسيلة للتعبير. بالطبع كان للجبالى العديد والعديد من الإسهامات العامه منها: مهمة علمية من الحكومة الهولندية للتعمق فى فن الليثوجراف ودراسة الطباعة على الشاشة الحريرية عام 1976، كما اختير ضمن سبعين فناناً من العالم لعمل مجموعة الحفر التى تتكون من 230 عملا فنيا لليونسكو. أقام الجبالى العديد من المعارض الخاصة وشارك فى الكثير من المعارض الجماعية سواء محلية أو دولية. وقد أدرج اسمه فى موسوعات محلية وعالمية متعددة أهمها: الموسوعة الفرنسية لاروس، الموسوعة العربية، موسوعة الشخصيات البارزة المصرية. وله العديد من المقتنيات داخل وخارج مصر سواء خاصة أو رسمية. وحصل على الكثير من الجوائز المحلية منها: جائزة الدولة التشجيعية ووسام العلوم والفنون من الطبقة الاولى 1979. فضلا عن الجوائز الدولية كالميدالية الفضية لهيئة تنشيط السياحة بانكونا ايطاليا 1976، الجائزة الثانية فى بينالى الاسكندرية 1977، والميدالية الذهبية لترينالى فريدريك ستاد 1989، بالإضافة إلى الجائزة الأولى فى الحفر على الخشب تشيكوسلوفاكيا 1991.