بعد رحيله عن عالمنا السبت الماضي تبقي أعمال شيخ الحفارين الفنان حسين الجبالي نموذجا لكل من يسعي للتعلم منها. وسيبقي أحد رموز فن الجرافيك الذي أثري الحياة التشكيلية بأعماله التي لا تخطئها العين, أحد رواد الجيل الثاني. تواصل مع إبداعاته حتي في فترة مرضه والتي تعدت العشر سنوات وظل يبدع وهو علي فراش المرض. استلهم في أعماله المفردات والرموز التراثية متخذا من الخط العربي عنصرا تشكيليا رئيسيا في أعماله من خلال خلق أبعاد جمالية تحوله إلي قيمة تعبيرية تخرج به من الشكل النمطي المقروء إلي حالة خاصة علي مسطح العمل اعتمد فيها علي التنوع في علاقات الخطوط بالأشكال التي عبر من خلالها عن الحضارات المصرية باستخدام الهرم أيضا كرمز سيطر علي معظم أعماله وظل مجددا متنوعا محافظا في نفس الوقت علي علاقته الوطيدة بالتراث من خلال التوظيف الواعي لمفرداته, وقد كانت لتجاربه في الخط العربي النصيب الأكبر في تجربته الفنية التي أثرتها نشأته ومعايشته للقاهرة الفاطمية والأحياء الشعبية الزاخرة بالطقوس الدينية وأثقلتها دراساته في ايطاليا وهولندا والولايات المتحدةالأمريكية ليتجه نحو التجريد التعبيري في تقنيات ظل محافظا بها علي شخصيته المصرية. مع أستاذيته في فن الجرافيك وتميزه في مجال االليثوجرافب( الطباعة الحجرية) أبدع في مجال التصوير مستخدما ألوان الباستيل فهو عاشق للألوان وقد تميزت بها أعماله الجرافيكية. تميز أيضا بالمساحات كبيرة الحجم في الحفر علي الخشب وصلت إلي المتر والنصف مربع ونفذ أضخم الأعمال في هذا المجال والذي بلغ طوله16 مترا وعرضه2.5 متر. ولد حسين الجبالي عام1934 وتخرج في كلية الفنون الجميلة عام1958 وتولي منصب نقيب التشكيليين عدة دورات في التسعينيات وحصل علي العديد من الجوائز المحلية والدولية أهمها: جائزة الدولة التقديرية عام2000 والميدالية الذهبية من بينالي افريريك ستادب بالنرويج عام1978 وجائزة التيرنالي الأول للجرافيك بالقاهرة عام1973 والميدالية الفضية من مدينة انكونا بايطاليا.