فى جملة عابرة أثناء انعقاد إحدى جلسات مؤتمر «حكاية وطن» قال الرئيس عبدالفتاح السيسى إن ما يجرى استعراضه من إنجازات ومشروعات بالتفصيل خلال الجلسات يمثل جزءا من دور كان يجب أن تقوم به وسائل الإعلام على مدى السنوات الثلاث ونصف السنة الماضية. ومنذ توليه السلطة لم يخف الرئيس إعجابه بالأداء الإعلامى فى زمن جمال عبدالناصر, ولم يخف فى مناسبات أخرى رفضه بعض الممارسات الإعلامية خاصة التى تتعلق بمصالح الدولة العليا سواء فى أمنها القومى أو علاقاتها الدولية. والذى يتابع الشأن المصرى من الخارج بالفعل لا يستطيع أن يكون رأيا عما يجرى فيها من تطورات, ليس بسبب إعلام الجزيرة الملوث أو وسائل الإعلام الأجنبية المغرضة فقط, ولكن بسبب ضعف أداء الإعلام المصرى بكل تفاصيله, سواء فى أسلوب الدفاع عن مواقف الدولة أو فى طريقة عرض الإنجازات التى تتم على أرضها. والمسألة هنا لا تتعلق بوطنية الإعلاميين وانتماءاتهم ولكن بحرفيتهم وثقافتهم السياسية وحجم المعلومات المتدفقة وطريقة ترتيبها, خاصة فى برامج التوك شو ومقالات الرأى، حيث يلح الاعلامى فى استعراض انتمائه وولائه وتأكيد ذلك دائما أكثر مما يستعرض الأحداث اليومية سواء فى الداخل أو فى الخارج ولها ارتباط مباشر بسياسة ومصالح الدولة المصرية. ثم إن إعلام الاستوديوهات أساسا لا يعبر عن حياة المواطنين العاديين ولا يجارى المشروعات التى تنجز ولا يتابعها, وهذه سلبية خطيرة بالنظر إلى أن هذه المشروعات يتم إنجازها من أجل المواطنين الذين تغيب أصواتهم وصورهم عن المشهد سواء ليشيدوا بما يجرى أو ينتقدوا شيئا منه إن أرادوا, إنه «إعلام اليوم الواحد» أقصد يوم الافتتاح فقط . [email protected] لمزيد من مقالات إبراهيم سنجاب