في جلسة جمعتني مع صديقي سامي شمعة المحامي أثار ماتعرض له أحد موكليه الذي قبض عليه بمعرفة إدارة تنفيذ الأحكام لمطابقة اسمه مع أحد المحكوم عليهم, وعما عاناه طوال4 أيام حتي تم إثبات براءة موكله والإفراج عنه. وأعادت هذه الحادثة إلي الذاكرة قصة التحقيق الصحفي الذي نشر بجريدة الأهرام أوائل العام الحالي الخاص بالشاب المصري الذي كان يدرس الطيران في أمريكا.. وفي إحدي زياراته لأسرته في مصر قاده حظه العاثر للوقوع في كمين مروري, وعندما طلب منه الضابط إظهار رخصة القيادة وتمريرها علي جهاز الكمبيوتر اكتشف أنه مطلوب لتنفيذ حكم بالسجن في قضية مخدرات, انتهت القصة الحزينة بدخوله السجن وبعد7 سنوات تم اكتشاف أن المجرم الحقيقي يقضي عقوبة الحبس علي ذمة قضية أخري وتم الإفراج عن الشاب المظلوم بعد أن ضاع مستقبله وأصيب بالأمراض النفسية وأصبح شخصا محطما دون ذنب جنته يداه سوي أن اسمه يتشابه مع أحد المجرمين, وذلك كله يحدث ونحن في الألفية الثالثة! والذي يلفت النظر أن حل هذه المسألة بسيط للغاية خاصة أن لكل مواطن رقما قوميا وبطاقة شخصية فيها صورته الشخصية واسمه الرباعي وتاريخ ومحل ميلاده ومهنته ومحل إقامته وحالته الاجتماعية وديانته, فما المطلوب إذن حتي يتم التأكد من شخصيته ولايتكرر ماحدث مع الشاب المذكور؟! 1 يجب إضافة اسم الأم الثلاثي, كما يتم ذكر مؤهله الدراسي وسنة التخرج واسم الكلية أو المدرسة التي تخرج فيها ولا نقول تصوير بصمة العين أو الصوت كما يحدث في الخارج وإنما يكتفي ببصمات الأصابع التي لا تتشابه مع أي بصمات, ويحبذ إثبات الطول والوزن كبيانات إضافية. 2 يقوم كل مواطن بكتابة بياناته الشخصية بخط يده( باللغة العربية والأجنبية) ويتم تصويرها بالميكروفيلم للاسترشاد بها عند الضرورة, كما يتم ذكر أسماء وعنوان ورقم تليفون شخصين يمكن الرجوع إليهما لتأكيد ونفي شخصية هذا المواطن. 3 تتولي وزارة العدل مع وزارة الداخلية كتابة ملخص للقضية المطلوب فيها القبض علي أحد الأشخاص وتدرج في الكمبيوتر حتي يتأكد ضابط التنفيذ من شخصية المقبوض عليه قبل ترحيله إلي النيابة. وأعتقد أنه لو تم تنفيذ ذلك فسيكون من الصعوبة أن يتشابه شخصان في كل هذه البيانات إلا لو كان منحوسا جدا جدا جدا!! محاسب كمال أبو الخير مستشار ضريبي