عبد المجيد الشوادفي : كان رسول الله صلي الله عليه وسلم يعيش بين أصحابه دون أن يكون بينه وبينهم حجاب يخالطهم في المسجد والسوق والبيت والسفر وكانت افعاله واقواله محل عناية منهم وتقدير.. ولقد بلغ من حرص الصحابه علي تتبع اقوال النبي عليه السلام وأعماله أن كان بعضهم يتناوبون ملازمة مجلسه يوما بعد يوم. ويدل هذا علي نظر الصحابه الي رسول الله نظرة إتباع واسترشاد برأيه وفعله كما ثبت عندهم من وجوب النزول عند أمره ونهيه, ولهذا كانت القبائل النائية كما يقول الدكتور سعيد اسماعيل علي استاذ اصول التربيه بجامعة عين شمس في موسوعته التطور الحضاري للتربيه الإسلامية ترسل بعض أفرادها ليتعلموا أحكام الإسلام من رسول الله ثم يرجعوا معلمين راشدين لاهلهم..وكان الصحابي يقطع المسافات الواسعه ليسأل رسول الله عن حكم شرعي ثم يرجع لا يلوي علي شيء وكان الصحابه يأخذون منه أحكام الصلاه واركانها وهيئاتها نزولا علي قوله صلي الله عليه وسلم ا صلوا كما رأيتموني أصليب ويتعلمون مناسك الحج وشعائره امتثالا لأمره في قوله عليه السلام ا خذوا عني مناسككمب. .كما كانت النساء يذهبن الي زوجات النبي يسألن عن أمورهن فإذا كان هنالك مايمنع النبي من التصريح للمرأة بالحكم الشرعي أمر إحدي زوجاته أن تفهمها إياه ولما كان الصحابه قد تمثلوا سنة رسول الله فقد حثوا الناس علي تعلمها وضرورة السعي وراء تحصيلها فقال عمر بن الخطاب اتعلموا الفرائض والسنه كما تتعلمون القرآنب.. وضرب ابوذر اروع الامثال في تعليم السنة والحث علي ذلك فقد روي عنه قوله لووضعتم االصمصامةب وهي السيف الصارم علي هذه واشار الي اقفاهب ثم ظننت اني انفذ كلمة سمعتها من النبي صلي الله عليه وسلم قبل ان تجهزوا علي لانفذتها.. وكذلك يشدد عمرو العاص علي ضرورة الاهتمام بتربية الصغار وتنشئتهم علي مباديء الاسلام وهدي تعليمه وينبه بصريح كلامه ان هؤلاء الذين يستصغر البعض شأنهم هم الذين سيتولون امر الجماعة فيما بعد مثلما يتولاه اليوم الكبار الذين كانوا بالامس صغارا.. واتخذ الصحابه الكرام تلاميذ لهم من الموالي الذين كانوا من الفرس وغيرهم فكانوا رواة الحديث عن رسول الله ومنهم مولي عبد الله بن عمر و الحسن البصري ومحمد بن سيرين وغيرهم من الموالي الذين اسلموا علي ايدي الصحابه بالدعوه الاسلاميه العامه وبذلك استقوا الاسلام من الينبوعين الرافقين اولاهما الكتاب بما اخذوا من تفسير لمعاني القرآن الكريم وثانيهما ماعرفوه من سنة رسول الله..وهكذا كانت التربيه والدعوه الاسلاميه في عصر الصحابه متجهه في بعض نواحيها الي تعليم الاسري الذين يجيئون الي المدينه وجعلوا منهم مدرسة علميه في التفسير والحديث والفقه وكان منهم دعاة مخلصون ومفسرون وحكماء.