* سياستنا الخارجية تقوم على القيم والمبادئ.. ووضعنا دستورا يحقق آمال المصريين * لن نسمح بالمساس بحصتنا فى مياه النيل.. وننفذ أكبر برنامج لمعالجة مياه الصر
أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن الحفاظ على الدولة المصرية أهم الأهداف الإستراتيجية التى وضعها فى أولوياته، مشيرا إلى أن حدوث انسجام واستقرار لمؤسسات الدولة يجعلها أكثر قوة وتميزا. جاء ذلك خلال مشاركته فى جلسة «السياسة الخارجية ومكافحة الإرهاب وإعادة بناء مؤسسات الدولة» بمؤتمر «حكاية وطن» الذى أختتم أمس بحضور الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، ووزراء الخارجية والهجرة والتنمية المحلية. وقال الرئيس: "كلما استقرت الدولة وتناغمت مؤسساتها اتسم دورها بالقوة والتميز، وعندما تتعرض لثورة يتراجع دور مؤسساتها وتتفكك وتتحلل، وتحتاج إلى جهد كبير لإعادة بنائها». وأضاف الرئيس أن الدولة المصرية تعرضت لثورتين خلال 3 سنوات، مما تسبب فى هزتين عنيفتين خلفتا آثارا صعبة على مؤسسات الدولة وأدائها، مشيرا إلى أنه عندما تتعرض الدولة لثورات يتراجع وزن قوتها الشاملة ودورها، وتصبح عرضة للمطامع. وأوضح أن الباب فُتح لقوى شر كان أملها فى يوم من الأيام المشاركة بنسبة ضئيلة فى قيادة الدولة، وفجأة وجدت نفسها على رأس السلطة، لتفتح الباب للعنف والتطرف. مضيفا أنه تم وضع دستور متطور يحقق آمال المصريين وأشار إلى أن أحد الأهداف التى وضعها أمامه فى بداية عمله، استعادة دور مصر فى إفريقيا، واستعادة العلاقات مع دول أوروبا، وتأكيد أن ثورة 30 يونيو 2013 كانت إرادة شعب. وطالب الرئيس المصريين بأن يحافظوا على مصر، قائلا: "خلوا بالكم منها وعينكم عليها". وقال إن عدد المصابين فى العمليات الإرهابية وصل إلى 13 ألفا، وأشار إلى أن الدولة تتحرك بشكل جيد فى ملف مكافحة الإرهاب، وستنتهى منه قريبا. وأكد الرئيس أنه سيتم استخدام عنف شديد وقوة غاشمة حقيقية حتى تعود الدولة لسيناء، مشيرا فى الوقت نفسه إلى أن حجم ما ينفق حاليا على تنمية سيناء تصل قيمته إلى 250 مليار جنيه، ومشددا على أن الدولة لن تسمح باستمرار الإرهاب بها، ومطالبا الأهالى بالمساعدة فى حسم هذا الملف. وفى ملف السياسة الخارجية، أكد أن مصر أصبح لها سياسة مستقلة بفضل وحدة المصريين وتلاحمهم. وأشار إلى أن مصر حرصت على إقامة علاقات متوازنة مع جميع الدول. وأوضح أن بعض الدول أرسلت أشخاصا ليروا رد فعل المصريين فى شوارع العاصمة عقب إعلان القرارات الاقتصادية الصعبة، قائلا: "كلما زاد التأهيل والتعليم زادت قدرة الدولة.. وكل وزير لا بد أن يكون عنده تجرد وإخلاص فى عمله". كما أشار الرئيس إلى أن مصر تمكنت من إدارة السياسة الخارجية بقيم ومبادئ وأخلاقيات مصرية. وأوضح الرئيس أن الحوار والنقاش والتواصل مع الآخرين أمر ضروري. كما أن استعادة قوة الدولة الشاملة، ومن بينها القوة العسكرية، أهم عناصر التأثير فى سياستها الخارجية، مشيرا إلى أن حجم القدرة والنفوذ الذى تستطيع الدولة المصرية أن تحشده هو العنصر الأهم. وحول ملف سد النهضة، قال الرئيس إن مصر تدير الملف بإدراك وتفهم لمتطلبات إثيوبيا فى التنمية، لكننا لن نسمح بالإضرار بحصتنا أو المساس بها، . وأشار إلى أن مصر تنفذ فى الوقت نفسه أكبر برنامج لمعالجة مياه الصرف، تحسبا لأى ظروف. واختتم الرئيس حديثه بأن ما تحقق خلال السنوات الأربع الماضية فى جميع المؤسسات عظيم جدا، فى ظل ظروف صعبة، مشيرا إلى أن الله يرى ما قدمه، ويضعه أمامه فى كل تعاملاته مع الواقع المصرى كله. كانت الجلسة الأولى قد بدأت بعرض فيلم تسجيلى عن الإنجازات على صعيد السياسة الخارجية، ومكافحة الإرهاب، وإعادة بناء مؤسسات الدولة، حيث تناول الأحداث التى مرت بها مصر منذ عام 2011، وما ترتب عليها من أهمية إعادة بناء مؤسسات الدولة، ومواجهة شرسة مع قوى الإرهاب والتطرف، فضلا عن الدور المهم الذى تلعبه هيئة الرقابة الإدارية فى استئصال الفساد بكل صوره. وقد تحدث عدد من الحضور والوزراء والخبراء حول ما حدث فى مصر خلال الفترة الماضية منذ ثورة 2011، حيث تناولوا ما تم خلال السنوات الأربع الماضية من إعادة بناء حقيقى لمؤسسات الدولة، واتباع سياسة خارجية مستقلة أعادت لمصر هيبتها ووزنها بين دول العالم. كما تحدث الدكتور على عبدالعال، رئيس مجلس النواب، حول دور البرلمان فى سن القوانين والتشريعات، التى أسهمت خلال السنوات السابقة فى ضبط أداء مؤسسات الدولة.