طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى الإعلام المصرى بتجنب الإساءة للأشقاء العرب وغيرهم خاصة السودان، جاء ذلك خلال افتتاح الرئيس عدة مشروعات أول أمس. عن أهمية ودور الإعلام فى نبذ الخلافات العربية والتواصل المثمر بين الدول والشعوب من أجل مواجهة أخطار محدقة بالأمة العربية كانت لنا هذه اللقاءات مع بعض خبراء الإعلام. يقول د.سامى عبدالعزيز أستاذ الإعلام بجامعة القاهرة إن الرئيس عبدالفتاح السيسى محق تماما فى ذلك لأن هناك فرقا كبيرا بين أن يناقش الإعلامى العلاقة بين مصر وأى دولة من الدول ، وبين أن يكون هو أحد أدوات هذه العلاقة بخروجه عن السياق سواء بمعلومات مغلوطة أو ألفاظ خارجة أو وضع السم فى العسل من أجل تسخين وجذب المشاهد فى قضايا غاية الخطورة، ويضيف أن بعض الدول الشقيقية أو الصديقة تأخذ ما يطرحه الإعلام المصرى وكأنه توجه الدولة المصرية ورأيها ،ومن هنا جاءت كلمات الرئيس وكأنه يؤكد تبرؤ الدولة المصرية من هذا الفخ الذى ينساق إليه بعض الإعلاميين بقصد أو غير قصد،ولعل هذه الرسالة تصل إلى الإعلاميين ليكونوا جسورا للتواصل، وليسوا أبواقا للقطيعة بين الشعوب، وأن يكونوا مساهمين فى تقريب المسافات ،وليسوا سكاكين لقطع العلاقات، فمناقشة العلاقات بين الدول لاينبغى أن تكون من وجهة نظر مقدم البرنامج ولكن من خلال خبراء محنكين لهم تاريخ طويل فى مثل هذه الأمور ويكون كلامهم بميزان من ذهب ،خاصة فى الظروف الحالية التى تمر بها الأمة العربية ، وهى فى غاية الحساسية، ويمكن للإعلام أن يلعب فيها دورا إيجابيا يصب فى مصلحة الدول والشعوب العربية بالكامل. ويقول الإعلامى خيرى حسن إن كلام الرئيس السيسى يصيب كبد الحقيقية خاصة أن الإعلام المصرى يمتلك منصات كثيرة ، وبالتالى له دور مؤثر فى المنطقة العربية، وهذا يرجع فى المقام الأول إلى أهمية أن يكون الإعلامى على دراية كاملة على المستوى السياسى والثقافى والاجتماعى بما يحدث فى المنطقة العربية من أمور حساسة تتطلب الموضوعية وطرح القضية دون تجريح أو خروج ألفاظ أو الهجوم على أحد، فرسالة الإعلام كما تعلمناها فى مدرسة المهنية وأقصد التليفزيون المصرى هى نبذ الخلافات وتعظيم دور التواصل والتعاون فى كل المجالات بين الدول العربية، وقد قدمت فى الفترة الأخيرة العديد من البرامج والحوارات مع الأشقاء فى السودان على راديو مصر كلها تصب فى روح التعاون والحرص على مد جسور المعرفة والثقافة والاقتصاد ، ووجدت تجاوبا كبيرا وعشقا لمصر منقطع النظير ،ووصلتنى ردود أفعال فى غاية الاحترام والود من شخصيات سودانية ،ومن الشعب نفسه ،وهذا هو دور الإعلام الحقيقى ،وأناشد الزملاء فى الإعلام الخاص أن يحرصوا على ذلك وضمير الإعلامى مهم جدا فى أى حديث عن أى دولة صديقة أو شقيقة لأن ذلك يصب فى مصلحة مصر سلبيا أو إيجابيا. وتقول د.نرمين خضر أستاذة الإعلام بجامعة القاهرة إنه من المهم جدا أن يكون الإعلام المصرى أداة للتواصل والتعاون وليس لافتعال الأزمات مع الأشقاء العرب أو غيرهم، وتضيف أن بعض الدول والجماعات الإرهابية والإعلام المضلل يستغل ذلك لتفاقم المشكلات بين مصر والدول العربية ،ولابد أن يفطن لذلك كل إعلامى يتحدث فى قضايا كبرى ،وليست مشكلة عادية لفرد يحتاج مساعدة هنا أو هناك، وتؤكد أن هناك قضايا كبرى تحتاج إلى الطرح الموضوعى والمهنى دون الخروج على السياق العام أو خروج على المهنية والموضوعية خاصة القضايا الحساسة منها ،ونترك ذلك للدبلوماسية المصرية، وتضيف مصر دولة رائدة فى المنطقة ولابد للإعلام أن يستوعب ذلك ويعظم هذا الدور ولا ينساق وراء الصغائر والشائعات أو يحصل على معلومات مغلوطة من مواقع التواصل الإجتماعى، لأن قيم وأخلاقيات الشعب المصرى راسخة على مر الزمن، ولابد من ترسيخها إعلاميا ،وعلى الإعلام أن يكون مشاركا فى حلها من خلال فلسفة إعلامية تتميز بالترفع عن الرد للإساءات التى تحدث من البعض لأن مصر كبيرة ولابد لإعلامها أن يكون كذلك.