سادت حالة من الحزن الشديد ، خلال الأيام الماضية ،بسبب الآزمة الصحية التى تعرض لها الفنان القدير إيمان البحر درويش " ، وزاد الحزن بعد أن سرت شائعة سخيفة ، تؤكد وفاة حفيد سيد درويش ،خاصة وأن الجميع كان يتابع حالة إيمان ، التى تحسنت وخرج من المستشفى إلى منزله سليما معافى . والحقيقة أننى بمجرد تعرض الفنان القدير للأزمة الصحية دمعت عيونى ، حيث أننى من عشاق "إيمان " ، ومرت أمامى سريعا الكثير والكثير من الذكريات ، التى كان درويش شريكا فيها بما قدمه من فن راقى . ومنذ ولد الفنان إيمان البحر درويش ، بحي كوم الدكة بالأسكندرية عام 1955 ، ظهرت موهبته الكبيرة فى الغناء ، حتى أنه بدأ مشواره الغنائي بتكوين كورال غنائي أثناء دراسته بالكلية ، وقدم خلال تلك الفترة أعمال جده الفنان الراحل (سيد درويش)، والتى حقق من خلالها شهرة كبيرة ، وهو ما شجعه على تقديم أول البوماته الغنائية عام 1982، وكان عبارة عن إحياء لتراث جده بعنوان (الوارثين)، ليواصل الإنطلاق بعدها ، ويقدم أجمل الأغنيات والأفلام التى تركت علامة فى ذاكرة الجمهور ، ومنها فيلم تزوير فى أوراق رسمية مع النجم الراحل محمود عبد العزيز، والذى قدم خلاله مجموعة رائعة من الأغنيات ومنها أغنيه الشهيرة "محسوبكو يا ناس صبح محتاس" ، كما قام ببطولة فيلم "أنا طير فى السما" مع النجمة أثار الحكيم ، وقدم خلاله أغنية بنفس اسم الفيلم ، مازال يتداولها المحبين والعشاق حتى الآن . وأعتقد أن إيمان البحر درويش الذى تولى منصب نقيب الموسيقيين عام 2012 ،لم نشعر بقيمته الحقيقية بيننا ، إلا عندما تعرض للأزمة الصحية ،بل وصارت أغنياته متداولة بقوة بين الصغار والكبار ، وهو ما يؤكد لنا قيمة هذا الفنان الجميل الذى قدم الفن الرومانسى الهادف ،ولم يتنازل ويقدم أعمال استهلاكية من أجل التواجد والمال ، وفضل أن يعيش بيننا بأعمالة المتميزة ، وأغنياته التى يقدمها فى الحفلات ويقوم بإحيائها سواء داخل أوخارج مصر ، والتى أتمنى أن يتم بثها عبر التليفزيون والإذعة ، لنظل نحلم ونعيش حكايات "الحب فى زمن إيمان ". لمزيد من مقالات محمد مختار أبودياب;