أكد سامح شكرى وزير الخارجية ان هناك بعض العثرات تواجه تنفيذ اتفاقية الحريات الاربع مع السودان ولم تصل للتنفيذ الكامل، لكن الأمل ان تشهد العلاقات تحقيق تطلعات الشعبين ويتطلب ذلك جهدا وانتهاج سياسات داعمة لهذا التوجه وهذا توجه مصر دائما. جاء ذلك فى مؤتمر صحفى مشترك لوزير الخارجية سامح شكرى ووزير خارجية تنزانيا اوجستين ماهيجا بقصر التحرير فى ختام جلسة المباحثات السياسية وأعمال اللجنة المشتركة بين البلدين أمس. وشهد الوزيران التوقيع على الاتفاقيات فى مجالات التدريب الدبلوماسى والسياحة والزراعة. من جانبه، قال ماهيجا: ناقشنا فى كمبالا استخدامات النيل بصورة مختلفة ونتطلع لحوار مصرى إثيوبى حول سد النهضة للوصول إلى قاعدة مشتركة من التفاهم وأتمنى الا نصل لمرحلة الوساطة واتصور أن هناك حكمة من الدولتين لحل الخلافات. وأكد شكرى حرص مصر على تنمية علاقاتها مع تنزانيا، مرحبا بانعقاد اللجنة المشتركة بعد انقطاعها سنوات وهى العلاقات التى أسسها الزعيمان عبدالناصر ونيريرى بما يساعد على تنمية البلدين بشكل يتناسب مع طموحات شعبيهما، حيث تم توقيع 3 مذكرات تفاهم فى الدبلوماسية والسياحة والزراعة وستتم متابعة تنفيذ الاتفاقيات خلال اللجنة المشتركة المقبلة 2020، مشيرا إلى الزيارة الناجحة للرئيس السيسى التى قام بها لتنزانيا والتفاهم الذى تم خلال الزيارة على العمل المشترك بين البلدين. وأشار إلى أنه تم عقد جولة مشاورات سياسية ناقشنا خلالها التحديات المشتركة والارهاب ومجالات التعاون والقضايا الدولية والدعم المتبادل فى المناصب فى إطار العلاقات متعددة الاطراف. من جانبه، أشاد وزير خارجية تنزانيا بالعلاقات بين البلدين التى وصفها ب»التاريخية لنصف قرن«، موضحا أنه كان يجب ان نضع اطارا واضحا للمناخ السياسي، وتم ذلك خلال الزيارة الاخيرة للرئيس السيسى لتنزانيا وعلينا ان نقر بمستوى العلاقات بين البلدين، كما ان مصر وتنزانيا تقعان على الجانب الشرقى لإفريقيا ولديهما تفاعل وعلاقات ثقافية تربط علاقات البلدين ولدينا روابط طبيعية وهى نهر النيل، حيث تقع تنزانيا قرب المنبع ومصر عند المصب. وأشار إلى أن مصر نجحت بمجلس الأمن فى التعبير عن قضايا القارة الافريقية خلال عضويتها ونتطلع لدورها فى مجموعة ال 77 بالصين هذا العام، كاشفا عن انه تم تناول تهديدات الاٍرهاب والتهديد العالمى وتجارة البشر وانتشار الاسلحة النارية الصغيرة، ومؤكدا أهمية نهر النيل لتنميته بلدينا النيل مهد الحضارة وحريصون على إحياء هذا المصدر مع دول حوض النيل التى نعول عَلى صداقتها. وردا على سؤال ل «الاهرام» حول الاجتماع الأخير للجنة السداسية العربية التى عقدت بالاردن بشأن القدس وما هى التحركات المقبلة، قال شكرى إن اللجنة كانت مكلفة من قبل قرار مجلس جامعة الدول العربية بالتحضير لاجتماع لاحق لتقييم الأمور ولكن تعمل اللجنة من خلال التشاور والجهد سواء الجماعى أو المنفرد لأعضائها لاستمرار الدفاع عن قضية القدس والحقوق المشروعة للشعب الفلسطينى وأهمية التوصل لحل سلمى من خلال المشاورات التى يتم إجراؤها مع الشركاء الدوليين وتمت خلال الأيام الماضية من قبل جميع أعضاء اللجنة سلسلة من المشاورات أعقبت الاجتماع الذى عقد فى الأردن لمواصلة التواصل مع كثير من الشركاء لتأكيد المبادئ القائمة فيما يتعلق بحماية الوضع فى القدس وايضا أن تكون القدسالشرقية عاصمة للدولة الفلسطينية وان حل الدولتين هو السبيل الأمثل للوصول إلى إنهاء الصراع العربى الفلسطينى الاسرائيلى والعمل على تحقيق السلام والاستقرار فى المنطقة. وفيما يتعلق بدعوة مصر لإعمار العراق، أشار شكرى إلى أن هذا الموضوع مثار دائما فى الزيارات المختلفه والشركات المصرية والخبرات تواصل الزيارات على المستوى الفنى كما سيزور وفد رفيع المستوى وشركات البنية الأساسيه للعراق. وحول الزيارة المتوقعة للرئيس التنزانى لمصر، قال شكري: اننا نتطلع لزيارة الرئيس التنزانى فى اقرب فرصة والدعوة موجهة من الرئيس السيسى وسيتم تحديد موعد الزيارة من خلال القنوات الدبلوماسية. وحول رئاسة مصر مجلس السلم والأمن الافريقى، قال شكرى ان مصر تولت رئاسة المجلس وسوف تضطلع بمسئولياتها تجاه كل القضايا بما يحقق المصلحة الجماعية لاعضاء الاتحاد الافريقى فيما يتعلق بالإرهاب ومحاربة انتشار المحاربين الأجانب فى إطار تبادل المعلومات والتعاون بين الأجهزة الامنية وسنظل نتناول القضايا فى مجلس السلم والأمن ومصر ستلعب دورها التقليدي. وحول التعاون الثنائي، أكد الوزير التنزانى ان العلاقات الاقتصادية بين البلدين دائما قائمة على التجارة والميزان التجارى فى مصلحة مصر بسلع استهلاكية ومنسوجات واجهزة منزلية وندعو المستثمرين المصريين للاستثمار فى الزراعة والصناعة والتعدين ونتطلع لذلك من القطاع الخاص المصرى ونحرص على نقل بعض الصناعة الى تنزانيا منها الادوية ونحن بحاجة لهذه الصناعة ومتطلبات الطب البيطري، حيث ان لدينا 25مليون رأس ماشية، داعيا لاستيراد اللحوم من تنزانيا التى لها معايير ممتازة بدلا من دول أخري، ومشيرا ان بلاده تنشيء حاليا سدا جديدا لتوليد الكهرباء. وصرح المستشار أحمد أبو زيد المتحدث باسم وزارة الخارجية بأن شكرى أكد رغبة الشركات المصرية فى زيادة استثماراتها بتنزانيا فى مجالات البتروكيماويات وتصنيع اللحوم والزراعة والطاقة، فضلا عن التعاون فى مكافحة الفساد. كما أشار إلى دور كل من الوكالة المصرية للشراكة من أجل التنمية، التابعة لوزارة الخارجية، والمبادرة المصرية للتنمية بدول حوض النيل فى مجال بناء القدرات ونقل الخبرات للمتدربين من دولة تنزانيا الشقيقة. وأردف المتحدث أن الوزيرين عقدا جلسة مشاورات سياسية قبيل انطلاق أعمال اللجنة المشتركة، تناولت أيضا عددا من القضايا الإقليمية ذات الاهتمام المشترك مثل نتائج الجولة الأخيرة لمفاوضات سد النهضة وزيارة الوزير شكرى الأخيرة إثيوبيا، فضلا عن الأوضاع فى كل من جنوب السودان ومنطقة البحيرات العظمى وبوروندى والكونجو الديمقراطية، حيث قدم وزير الخارجية العزاء لنظيره فى وفاة 14 عنصرا تنزانيا من قوات البعثة الأممية فى الكونجو الديمقراطية أخيرا، مشيدا بالتضحيات التنزانية فى دعم السلام والاستقرار بالقارة. كما بحث الاجتماع أبرز القضايا على أجندة القمة الافريقية المقبلة خلال الشهر الحالى.