مع تسليمى بأن الولاياتالمتحدةالأمريكية تملك حاليا من أدوات القوة والضغط والنفوذ السياسى والعسكرى والاقتصادى ما لم تملكه أى قوة أخرى على طول التاريخ إلا أننى أرى أن ذلك لا يعطيها الحق فى فرض هيمنتها على الشعوب وتقرير مصيرها، وأنه مهما تكن أبعاد القوة والنفوذ فإنها لا تلغى شرعية الحقوق والمطالب والأمانى المشروعة للشعوب المرتكزة إلى قضايا عادلة وثوابت تاريخية وحقائق جغرافية من نوع القضية الفلسطينية، وفى صلبها وضع مدينة القدس المحدد والثابت فى مقررات الشرعية الدولية بدءا من قرار تقسيم فلسطين عام 1947 وما تلاه من قرارات مجلس الأمن الدولى والجمعية العامة للأمم المتحدة طوال 70 عاما. إن أحدا لا يحق له أن يطلب من العرب عامة والفلسطينيين على وجه الخصوص أن يقبلوا بالأمر الواقع وأن يستسلموا لإرادة الظلم والعدوان التى تحدث عنها الرئيس الأمريكى دونالد ترامب باعتماد القدس عاصمة لإسرائيل واتخاذ قرار بنقل السفارة الأمريكية إليها، ولكن العقل والمنطق السليم وحكمة التجارب على طول سنوات الصراع العربى الإسرائيلى تحتم ضرورة البحث عن أسلوب فعال لإجهاض الانحياز الأمريكى السافر لإسرائيل اعتمادا على حجم الرفض الدولى الواسع لقرار ترامب والذى تجسد فى التصديق الأخير للجمعية العامة للأمم المتحدة وانكشاف العزلة الأمريكية فى مجلس الأمن واضطرار واشنطن لاستخدام الفيتو الأمريكى ضد مشروع القرار المصرى الذى يدحض كل المحاولات الصبيانية للمزايدة على الموقف المصرى التاريخى والثابت فى مساندة ودعم الحقوق الفلسطينية المشروعة. وبئس الذين أرادوا المزايدة على الموقف المصرى بلعبة التسريبات المفضوحة والملفقة والتى لن تدفع مصر للتخلى عن ثوابتها أو التراجع عن منهجها فى التعاطى الحكيم بالعقل والمنطق السليم وانتهاج كل وسائل المقاومة المشروعة بعيدا عن المغامرات التى ترتد على أصحابها بمزيد من الخسائر التى لم تعد فى احتمال أحد! خير الكلام: يوم المظلوم على الظالم أشد من يوم الظالم على المظلوم! [email protected] لمزيد من مقالات مرسى عطا الله