يبدو أن بيت الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الأبيض يأبى أن يخلو من الفضائح، فقد استيقظت عائلة ترامب أمس على موجة جديدة من التحقيقات تشكك فى نزاهة الابنة الأولى إيفانكا وزوجها جاريد كوشنر، المستشار المقرب من الرئيس الأمريكي. وكشفت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأمريكية عن أن لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية تجرى تحقيقا مع شركة العقارات المملوكة لكوشنر، لاستغلالها برنامجا اتحاديا يمنح تأشيرات دخول للأجانب الأثرياء الذين يستثمرون فى الولاياتالمتحدة. وأشار التقرير إلى أن شركة كوشنر تطبق برنامج «إي. بي-5»، الذى يساعد المهاجرين المحتملين على الإقامة بشكل دائم وقانونى داخل الأراضى الأمريكية من خلال استثمار 500 ألف دولار على الأقل فى شركة بالولاياتالمتحدة توظف عشرة أمريكيين أو أكثر، ومعظمهم من الصينيين الأثرياء. وكان كوشنر قد تخلى عن منصبه القيادى بالشركة لدى تعيينه مستشارا لترامب فى بداية العام الماضي، ولكنه مازال يملك حصة فيها. ولم تسلم إيفانكا هى الأخرى من التحقيق، حيث كشفت صحيفة «ديلى ميل» البريطانية عن أن الابنة الأولى هى الهدف الجديد للجنة التحقيق التى يرأسها المدعى العام الأمريكى روبرت مولر، حول التدخل الروسى المحتمل فى انتخابات الرئاسة الأمريكية. وتشير الصحيفة إلى أن اللجنة تتحرى حاليا حول تفاصيل اللقاء السريع بين إيفانكا والمحامية الروسية البارزة ناتاليا فيسيلنيتسكايا، والسياسية الروسية رينات أكمنتشين، لدى مغادرتهما لمبنى برج ترامب فى يونيو 2016، وهو اللقاء الذى يثير الشبهات حول تعاون عائلة ترامب مع الجانب الروسى للتأثير على سير الانتخابات الرئاسية. وفى تضامن مع ترامب، أكدت «ديلى ميل» أن شركة «أمازون» الأمريكية للتجارة الإليكترونية قد حجبت المقتطفات التى تم نشرها على مواقع تابعة لها من كتاب «نار وغضب فى بيت ترامب الأبيض» للصحفى الأمريكى مايكل وولف، الذى يهاجم فيه إدارة ترامب. وأرجع المراقبون هذا الإجراء من قبل العملاق الإليكترونى إلى ضعف القراءات، وهو نفس ما حدث مع الكتاب الأخير لهيلارى كلينتون وزير الخارجية السابقة الذى صدر فى سبتمبر الماضي، وحاولت من خلاله تبرير هزيمتها فى الانتخابات الرئاسية. ومن ناحيته، استغل ترامب مؤتمره الصحفى الأخير فى منتجع كامب ديفيد الرئاسي، للدفاع مجددا عن فريقه الانتخابي، مشددا على أنه لم يكن هناك أى تواطؤ بين معسكره وروسيا خلال الحملة الانتخابية الأخيرة. وأكد ترامب مجددا أن التحقيق الجارى بشأن التدخل الروسى جعل الولاياتالمتحدة «تبدو حمقاء فى أعين العالم» وأنه يريد أن ينتهى هذا التحقيق قريبا. كما أكد أن البيت الأبيض كان «منفتحا للغاية» فيما يتعلق بالتعاون مع لجنة مولر، من أجل الإسراع فى التحقيق. وفى بوادر مصالحة وتوافق بين ترامب والحزب الجمهوري، أكد ترامب أن لقاءه مع القادة الجمهورييين فى كامب ديفيد كان إيجابيا للغاية، وهناك توافق كبير فى الآراء فيما يتعلق بالقضايا التشريعية المرتقبة فى 2018.