كلنا عاوزين سعادة.. بس إيه هى السعادة.. قول لى يا صاحب السعادة! سؤال محير طرحه منذ زمن، المؤلف الراحل أبو السعود الإبيارى فى مونولوجه الشهير، الذى أداه الفنان إسماعيل ياسين.. ولمن يبحث عن الاجابة، فربما يراها فى شوارع القاهرة هذه الأيام ديكورات بسيطة لكنها مبهجة، أشجار الكريسماس تغطيها الزينات الملونة.. مجرد مبادرات فردية قام بها البعض، لكنها رغم بساطتها، أضفت جمالا مفقودا، على عدد من الأحياء السكنية، فتحولت شوارعها الى «استوديوهات مفتوحة» لالتقاط الصور التذكارية. الكل هناك يتسابق ، ليتخذ وضعيات مختلفة ومتنوعة للتصوير، وعلى وجوههم ترتسم الابتسامات العريضة لعل الصورة «تطلع حلوة».. قد يسأل أحدهم: وهل هذا دليل سعادة! الإجابة البديهية هى أنهم قد لا يكونون كذلك فى المطلق، لكنهم -على الأقل- لم يضيعوا الفرصة أو ربما اختلقوها، لينتصروا على ما يعتريهم من مشاعر اليأس و الإحباط اليومي، التى لا يسلم منها أحد بأى حال. قرروا اقتناص تلك الدقائق المعدودة ، ليملؤها بالضحكات والمرح، تكون لهم فيما بعد معينا على استقبال وتحمل ما يعكر صفوهم. ولن نحظى بمناسبة نمارس فيها طقوس السعادة، أفضل من هذه الأيام التى نفتتح بها عاما جديدا، ونحتفل فيها بعيد ميلاد السيد المسيح، فكل عام والمصريون فى أمان .. وسعادة.