استقبل الرئيس الفرنسى، إيمانويل ماكرون، نظيره التركى رجب طيب أردوغان فى قصر الإليزيه ظهر أمس، وسط انتقادات شديدة للزيارة، ولاسيما من قبل أحزاب المعارضة والجمعيات الحقوقية الفرنسية التى أعربت عن عميق قلقها من أوضاع حقوق الإنسان التى يتم انتهاكها بشكل مستمر فى تركيا. وأثارت هذه الزيارة استياء اليسار فى فرنسا، حيث ندد بها حزب «فرنسا المتمردة»اليسارى المتطرف والحزب الشيوعى الفرنسى، بينما أعربت بلدية باريس برئاسة الاشتراكية «آن إيدالجو» عن «قلقها» حيال موضوع «احترام حقوق الإنسان وأوضاع الديمقراطية فى تركيا». وفى محاولة لتبرير هذا اللقاء، ذكر «الإليزيه» فى بيان أمس أن»المباحثات الثنائية بين الزعيمين تناولت جميع الملفات، ولاسيما سجل حقوق الإنسان بالغ الحساسية والأزمة السورية والوضع الإقليمى، فضلا عن العلاقات الثنائية والاحتجاجات فى إيران ومسألة القدس بعد قرار الرئيس الأمريكى دونالد ترامب الاعتراف بها عاصمة لإسرائيل، إضافة إلى موضوع البيئة، لا سيما وأن أنقرة لم توقع بعد اتفاق باريس حول المناخ، وأشار البيان إلى أن ماكرون يحرص عبر هذا اللقاء على الحفاظ على ما سماه ب «خيط الحوار» مع تركيا من دون إخفاء الخلافات فى وجهات النظر بين البلدين، وهو الخط نفسه الذى يعتمده الرئيس الفرنسى مع جميع قادة الدول الأخرى. وعلى صعيد العلاقات التركية - الأمريكية المتأزمة، ندد أردوغان أمس بما سماه ب»سلسلة مؤامرات قضائية واقتصادية خطيرة»ضد بلاده فى الولاياتالمتحدة، وذلك بعد إدانة إحدى محاكم مانهاتن بولاية نيويورك مصرفى تركى فى إطار محاكمته بشأن الالتفاف على العقوبات الأمريكية على إيران. وفى برلين، وقبل لقائه نظيره الألمانى زيجمار جابرييل، دعا وزير الخارجية التركى مولود جاويش أوغلو إلى زيادة التفاهم بين البلدين، وكتب فى مقالة لصحف مجموعة «فونكه» الألمانية الإعلامية الصادرة أمس قائلا: «كلا الطرفين لديه مصلحة فى بداية جديدة للتفاهم المتبادل؛لأننا نعيش فى عصر حافل بالتحديات، لذلك سيكون من العقلانى مواصلة علاقاتنا بصداقة وتعاون مثلما كان الحال منذ 300 عام»، وأوضح أن هذا الأمر ممكن حدوثه فى حالة تمكن الطرفان من كسر ما سماه ب «دوامة الأزمة الراهنة»، على حد تعبيره.