النبي يسأل والقرآن يجيب

الجبال

وصف القرآن الكريم الجبال بالأوتاد إذ إن قسما منها يغرق في طبقة القشرة الأرضية‏.‏ ما يجعلها تعمل علي تثبيت القشرة الأرضية وتمنعها من الاضطراب والميلان‏. ورغم صلابة هذه الجبال وشموخها وعظمة ارتفاعها لا تستطيع احتمال أهوال يوم القيامة بل لو كان هناك أعظم من الجبال يومها لنسفها الله نسفا لتكون يوم القيامة أرضا مستوية.
ويقول فضيلة الشيخ محمود عاشور وكيل الأزهر الأسبق وعضو مجمع البحوث الإسلامية أراد كفار قريش الاستفسار من النبي صلي الله عليه وسلم عن مصير الجبال يوم القيامة وكان سؤالهم استنكارا لها لأنهم لا يؤمنون بها فجاء رد الله سبحانه وتعالي موجها إلي خاتم رسله ويسألونك عن الجبال فقل ينسفها ربي نسفا, فيذرها قاعا صفصفا, لا تري فيها عوجا ولا أمتا( طه105-107). فبعد أن ذكر الله تعالي قصة موسي عليه السلام بالتفصيل كذلك نقص عليك من أنباء ما قد سبق أي كما قصصنا عليك يا محمد صلي الله عليه وسلم خبر موسي مع فرعون وما فيه من الأنباء الغريبة وكذلك نقص عليك أخبار الأمم السابقة, أخبرنا سبحانه عن حال الجبال المرتفعة عظيمة الشأن يوم القيامة وأنه جل شأنه سيفتتها كالرمل ويرسل عليها الرياح فتطيرها قال ابن الأعرابي وغيره: يقلعها قلعا من أصولها ثم يصيرها رملا يسيل سيلا, ثم يصيرها كالصوف المنفوش تطيرها الرياح هكذا وهكذا قال: ولا يكون العهن من الصوف إلا المصبوغ, ثم كالهباء المنثور. فيذرها أي يذر مواضعها قاعا صفصفا والقاع الأرض الملساء بلا نبات ولا بناء;, لا تري فيها عوجا ولا انخفاضا ولا ارتفاعا وهذا مصداقا لقوله تعالي: ويذرها قاعا صفصفا, وفي ذلك اليوم العظيم يتبع الناس داعي الله الذي يدعوهم لأرض المحشر فيأتونه سراعا لا يزيغون عنه ولا ينحرفون. ويحشر المجرمين إلي أرض المحشر زرق العيون سود الوجوه.