ارتفعت حصيلة ضحايا الاحتجاجات الشعبية المناهضة للنظام في إيران منذ الخميس الماضي إلي 15 قتيلا على الأقل حسبما أعلن التليفزيون الرسمي أمس دون أن يقدم مزيدا من التفاصيل عن ظروف مقتلهم أو الجهة المسئولة. وجاء ذلك فى الوقت الذى اندلعت فيه مظاهرات «انتفاضة الغلاء» مساء أمس، وتصدت قوات الأمن الإيرانية ل «محتجين مسلحين» حاولوا اقتحام مقرات للشرطة والجيش، فيما نشرت على مواقع التواصل الاجتماعي صور ومقاطع فيديو تظهر قلب وحرق سيارات للشرطة وأعمال شغب طالت محال ومؤسسات مالية ومقرات دينية. وفى العاصمة الإيرانية، أطلقت الشرطة القنابل المسيلة للدموع وخراطيم المياه لتفريق مجموعات صغيرة من المتظاهرين الذين أطلقوا شعارات مناهضة للنظام فى حى جامعة طهران. كما هاجم المتظاهرون سيارات تابعة للشرطة وأضرموا فيها النيران. ومن جانبه، حذر الرئيس الإيراني حسن روحاني من «مثيري الاضطرابات ومخالفي القانون ب «رد من الشعب» على حد تعبيره، وقال:»إن أمتنا ستتعامل مع هذه الأقلية التي تردد شعارات ضد القانون وإرادة الشعب، وتسيء إلى مقدسات الثورة وقيمها، والانتقادات والاحتجاجات قد تبدو وكأنها تهديد، لكنها يمكن أن تكون فرصة لتحديد المشكلة». ورأى الرئيس الإيراني، أن الأجهزة الحكومية ينبغى أن تؤمن لمواطنيها «مساحة للنقد»، مشيرا إلى ضرورة «توفير الظروف للنقد والاحتجاجات القانونية بما فى ذلك المظاهرات»، منددا فى الوقت نفسه بأعمال العنف وتدمير المبانى العامة، بل وحذر فى الوقت نفسه من أن «الشعب الإيرانى سيرد على مثيرى الاضطرابات ومخالفى القانون». ومن المتوقع أن يجتمع مسئولون إيرانيون فى جلسة أمنية طارئة لبحث التعامل مع المظاهرات. فى الوقت نفسه، ذكر مستخدمو الإنترنت، أن مواقع التواصل الاجتماعى عادت للعمل مجددا، بعد يوم من إغلاق السلطات لخدمات مثل تليجرام وإنستجرام، استخدمها بعض المتظاهرين لتنظيم التجمعات.وأفادت تقارير غير مؤكدة تم تداولها على الإنترنت، بأن هناك عددا يتراوح بين 100 و800 شخص، تم اعتقالهم فى ظل الاحتجاجات التى اندلعت منذ الخميس الماضي. من جهة أخري، يرى الخبراء أن الدافع الأكبر لحركة الاحتجاج الجديدة هذه هى إجراءات التقشف التى اتخذتها السلطات. ويقول إسفنديار بتمانقليج مؤسس مجموعة «أوروبا إيران بيزنيس فوروم»: ما يجعل الناس تنزل للشوارع عادة هى المشاكل الاقتصادية، والإحباط من عدم وجود فرص عمل، والغموض فى مستقبل أولادهم. وأضاف أن «لاشكّ فى أن إجراءات التقشف صعبة على روحاني، لكنها ضرورية لمواجهة التضخم ومشكلات العملة ولمحاولة تحسين قدرة إيران على جذب الاستثمارات». وفي سياق متصل، دعت البحرين مواطنيها لعدم السفر «نهائيا وتحت أي ظرف» لإيران بسبب «الاضطرابات الواسعة وأعمال العنف»، وطالبت وزارة الخارجية البحرينية في بيان على تويتر مواطنيها أيضا بمغادرة إيران فورا «مع توخي أقصى درجات الحذر والحيطة»، بينما وصفت روسيا التدخل الخارجي في الشأن الداخلي لإيران بأنه أمر «غير مقبول».