مرة أخرى يكشر الإرهاب عن أنيابه، ليفسد بهجة المصريين بأعياد الميلاد المجيد. مرة أخرى يحول الإرهاب فرحة المصريين بأعيادهم إلى حزن، ويستبدل الدموع فى عيون الأطفال، بابتسامات العيد. ومرة بعد مرة، تثبت مصر وجهازها الأمنى أنها قادرة على الردع، فلولا يقظة القوة الأمنية المكلفة بتأمين كنيسة مارمينا، وتعاملها الفورى والقوى مع الإرهابيين اللذين حاولا اقتحام الكنيسة، لتحول الأمر إلى مذبحة كبرى. لا فرق بين ما يجرى فى سيناء، من عمليات يومية تستهدف رجالنا من أبطال الجيش والشرطة، وبين ما جرى فى حلوان أمس، فالعدو واحد، والمستهدف دائما هو قلب مصر النابض والمتمثل فى اصطفاف أبنائها ووحدة نسيجها الاجتماعى، وما العمليات التى توعد بها تنظيم «داعش» الإرهابى، إلا محاولة من بين محاولات عدة، تستهدفها «قوى الشر» لإثناء مصر، وعرقلة مسيرتها التى بدأتها بخطوات ثابتة على طريق مشروعها الوطنى نحو التنمية والرخاء. على مدى يومين امتزجت دماء المصريين مسيحيين ومسلمين، فى حلوان ومن قبلها فى سيناء، لتقول للعالم أجمع، إن مصر ماضية فى طريقها، وهى ترفع شعار «يد تبنى ويد تحمل السلاح»، ولن يوقف مسيرتها المباركة على طريق التنمية والنهضة، إرهاب عابر للجنسيات والأديان، لن تتوقف عملياته الدنيئة، عند استهداف فرحة المصريين فى أيام الأعياد، لكن آثارها سوف تطال عواصم عالمية أخرى، ما لم يتدخل المجتمع الدولى بالقوة والفعالية المطلوبة، عبر استراتيجية واضحة وتعريفات لا تقبل القسمة على اثنين، للقضاء على تلك التنظيمات. إن مصر وهى تخوض حربها ضد قوى الإرهاب، لا تخوضها دفاعا عن نفسها فقط، ولا لحماية مواطنيها وأمنها القومى، وإنما تخوضها نيابة عن العالم أجمع، وهو ما يفرض على المجتمع الدولى، ضرورة عدم التمييز بين جماعة إرهابية وأخرى، فالقضاء على الإرهاب لن يتم إلا بتكاتف دولى واسع، يبدأ من منع تسلل الإرهابيين من دولة إلى أخرى، ولا ينتهى عند تجديد الخطاب الدينى، وهو ما يفرض دورا كبيرا على كل المؤسسات الدينية فى العالم، لاستبدال محبة حضت عليها كل الأديان، بخطاب الكراهية. لمزيد من مقالات رأى الأهرام