عاد الهدوء إلى محيط كنيسة مارمينا العجايبى بحلوان بعد يوم عاصف وحالة من التوتر التى سببتها احداث الأمس .. أهالى حلوان يتحدثون عن شهامة المصريين الذين وقفوا بكل جسارة فى مواجهة الإرهاب الخسيس .. أيضاً الأقباط لا ينسون إمام المسجد الذى نادى على المسلمين عبر مكبرات الصوت لحماية الكنيسة.. تفاصيل كثيرة ولحظات صعبة عاشتها حلوان أمس . الأهرام رصدت أجواء ما بعد الحادث والتقت رعاة الكنيسة ورواد المسجد وأهالى المنطقة لتنقل شهاداتهم فى السطور التالية الدكتور مينا يوسف صيدلى يرى أن استهداف الإرهاب للاقباط فى هذا التوقيت من كل عام خلال أعياد الميلاد بهدف قتل الفرحة لدى الأقباط وتهييج مشاعرهم ضد الدولة وهى مخططات فشلت تماما والإرهاب بعد تأكده من فشلها قام بضرب مسجد الروضة بسيناء ليؤكد انه إرهاب ضد البلاد وليس إرهابا طائفيا ،كما ان الحديث عن التقصير الامنى كلام فى غير محلة فلا يوجد مكان فى العالم يتم تأمينه تماماً والأحداث الإرهابية نراها فى فرنسا وامريكا وأكثر الدول تطبيقاً للإجراءات الامنية. ويضيف عبدالله هراس صاحب أحد المحال التجارية بالمنطقة انه فور سماع صوت طلقات الرصاص من ناحية الكنيسة هرولنا اليها لنجد منظرا يقشعر له الأبدان غرق الضحايا فى دمائهم واختلاط دماء المسيحيين بدماء المسلمين لان رصاص الغدر لايفرق بين مسلم ومسيحى واننا فور سماع صوت امام المسجد فى الميكرفون ينادى الاهالى بالذهاب إلى كنيسة مارمينا لتأمينها توجهنا جميعا الى هناك ووقفنا مسلمين قبل الأخوة الاقباط لتأمين أهلنا الموجودين داخل الكنيسة وقالت سلوى على احد الشهود العيان سمعنا أصوات طلقات نارية وهرولنا فوجدنا إرهابيا يستقل دراجة بخارية ومعه سلاح آلى فى اول الشارع الغربى أمام مدرسة الشهيد وليد حسن عبد الفتاح وقام بقتل سيدة كان معها بنتان وفشل فى قتل الأطفال بشجاعة السيدة ام تامر صاحبة كشك. والتقينا ام تامر التى شاهدت احد الارهابيين خلال سقوطه من على الموتوسيكل وقام باطلاق عدة أعيرة نارية على سيدة تدعى نرمين صادق كانت بصحبتها طفلتان وحاول قتل الطفلتين الا انهما اختبئا داخل الكشك عندى وسألت الارهابى لماذا تفعل هذا فنظر اليها بغضب وكاد ان يقتلها الا انه دون ان يتكلم استقل الموتوسيكل مرة أخرى وتوجه نحو الكنيسة والتقينا بأم عادل خالة زوج نرمين صادق الشهيدة بدأت كلامها ذنبها اية بنتى تتقتل مع انها قامت بمساعدة الأرهابى لحظة وقوعه من على الموتوسيكل وعندما رأى الصليب فى يدها قام بقتلها بأربع رصاصات دون ان يعرفها او تعرفه وأنهت كلامها باكية ما ذنبها وما ذنب اطفالها وقالت نادية على 70 عاما شاهد عيان هذه هى المرة الأولى التى نشاهد مثل تلك الحوادث فى المنطقة وكنا نظن انه انفجار اطار سيارة الا اننا شاهدنا رجلا غريب الوجه ليس من المنطقة ويحمل سلاحا آيا ويطلق اعيرة نارية بشكل عشوائى على جميع المارة حتى قام احد الضباط باطلاق رصاصة على قدمه وسقط على الأرض حتى قفز عليه صلاح الموجى وامسك به وتمكن الاهالى من الإمساك به وضربه ضربا مبرحاً. والتقتطت أطراف الحديث فاطمة ياسين سودانية الجنسية تسكن منذ أشهر بالمنطقة شاهدة عيان وقالت اننى لم اشاهد يوما مثل المشهد الذى رأيته وهو تلاحم الشعب والشرطة ضد الإرهاب وعدم خوفهم من الموت دون ان يملكون اى سلاح فى يدهم وقاموا بالامساك بالارهابى. حاولنا التواصل بصلاح الموجى إلا أنه لم يكن موجوداً والتقينا بوالدته وهى سيدة مسنة وقالت بصوت عال اللى عمله ابنى صلاح كل الأهالى عملوه لأنهم ولاد وطن واحد واهل واحد حتى التقينا بصديق صلاح الموجى الحاج ربيع صاحب معرض موبيليا وقال «كلنا صلاح» فى إشارة الى العمل البطولى الذى قام به صديق عمره موضحاً ان توقيت الحادث قبل صلاة الجمعة وخلو الشوارع من المارة هو الذى ساعد الارهابيين على السير بلا قيود، وأضاف اننا مع اخواننا المسيحين لا نعرف مسلما من مسيحى او اى طائفية بيننا وان المسجد بجوار الكنيسة ونتشارك دائما الفرح والحزن بيننا وانهى كلامه بتقبيل رأس ام عادل خاله زوج الشهيدة نرمين صادق وقال ان صلاح حكى له انه اثناء انقضاضه على الارهابى قال له الإرهابى «سيبنى انت متعرفش حاجة» واخذ يتكلم كلاما غير مفهوم. والتقينا أحمد حسنى 25 عاماً احد المصابين بطلق نارى فى الوجه يسكن امام الكنيسة مباشرة يقول خرجنا بعد سماعنا لاصوات الاعيرة النارية فوجدنا ارهابيا مدججا بالسلاح ويضرب بشكل عشوائى ووجدنا الشهداء ملقين على الأرض أمام مدخل الكنيسة فنزلنا مع جيرانا الى الشارع للامساك به بعد قتله لامن الكنيسة الا انه هرب بعد اطلاقه النيران اتجه الى تقاطع مصطفى فهمى من امام الكنيسة الى شارع احمد شريف واخذ يجرى فى اتجاه الشارع الغربى لمسافة 700 متر وكان يطلق النار فى كل اتجاه لمدة ربع ساعة حتى سقط على الأرض فتجمعنا حوله وقمنا بالقبض عليه بمساعدة شرطة حلوان والأهالى بالمنطقة، ويضيف محمد عادل شاهد عيان ان الإرهابى جاء ليموت لانه ظل يتجول فى الشوارع لمدة ربع ساعة فى انتظار الموت. والغريب ان الأهالى لاحظوا ما يدعو إلى الدهشة من الإرهابيين انهما كانا يسألان المارة عن أسمائهم فبعد ان قتلا سيدة هما ان يقتلا رجلا مسنا قالا له ما اسمك فرد الرجل مصطفى ونطق الشهادتين فتركاه يذهب وذلك تم أيضا مع إحدى السيدات وتركاها لانها كانت محجبة.