وزارة الصحة تطرح 29 ألف عبوة من المستحضر البديل فى الصيدليات لسد العجز للدواء .. وضرورة إلغاء صندوق «المثائل»
تحديات جسام وعقبات عديدة تواجه القطاع الدوائى تتمثل فى اختفاء أصناف هامة من بعض الأدوية وهو ما يجعل هناك حالة من الترقب والتوجس تتبادر إلى الأذهان كل يوم عن الدواء الذى قد يغيب عن الصيدليات بين لحظة وأخري، وهو الأمر الذى يقتضى سرعة المواجهة ووضع العديد من السياسات والإستراتيجيات طويلة المدي، تضمن توفير الدواء للمواطنين بلا عناء .. ولكسر هذا الحاجز وفى خطوة استباقية جادة بعد ورود شكاوى من بعض مرضى «الشلل الرعاش» من عدم توافر دوائه بالصيدليات ، قامت وزارة الصحة بتوفير نحو 29 ألف عبوة من الدواء المحلى البديل «ليفوكار» بالإضافة إلى التعاقد على توفير بدائل أخرى مع بداية العام الجديد .
تكشف الدكتورة رشا زيادة رئيس الإدارة المركزية لشئون الصيدلة بوزارة الصحة عن أن النقص فى دواء «سينمت» لعلاج الشلل الرعاش يرجع سببه إلى مشكلة فى الإنتاج العالمى من المنتج والذى تزامن مع توقف خط الإنتاج من الشركة المحلية المنتجة له ، وتوضح أن الاحتياج الفعلى لأعداد مرضى الشلل الرعاش فى مصر يبلغ 80 ألف عبوة شهرياً ، لذلك قامت الوزارة بطرح 29 ألف عبوة من الدواء المحلى البديل » ليفوكار« وتوزيعها على صيدليات الشركة القابضة للأدوية لسد العجز وتفاديًا لظهور أزمة فيه ، وسيتم طرح بدائل علاجية أخرى له من الإنتاج المحلى مطلع يناير القادم ، وبذلك سيتوفر الدواء الأصلى » سينمت« وبديلاه »شاتو« و«ليفوكار» بالإضافة إلى بديل ثالث يجرى حاليًا استيراد المادة الخام لتصنيعه محلياً ، مما سيترتب عليه إنهاء أى توقف فى أدوية مرضى الشلل الرعاش تحديداً ، وبالمثل يجرى العمل فى الوزارة على قدم وساق بالنسبة لباقى الأصناف الناقصة فى الأسواق وطرح البدائل المحلية منها . وإذا كان هذا ما تقدمه وزارة الصحة من حلول ، فما هو رأى نقابة الصيادلة وغرفة صناعة الدواء؟ خطط زمنية يقول الدكتور أيمن عثمان أمين عام نقابة الصيادلة إن الأزمات المتوالية لنقص بعض أصناف الأدوية تتطلب وضع خطط قصيرة وأخرى طويلة المدى من وزارة الصحة، تبدأ باستيراد المادة الخام من الشركة الأم على أن تقوم الشركة المصرية للأدوية بإنتاجها ، بالإضافة إلى ضرورة التدخل القوى لقطاع الأعمال فى مجال تصنيع الأدوية بما يمكن من مساندة الصناعة الوطنية وسد الاحتياج من جميع أصناف الدواء مستقبلاً . ويتفق معه الدكتور محمد العبد الأمين العام المساعد لنقابة الصيادلة والذى يصف ملف الدواء بأكمله بأنه «من الملفات الشائكة والحيوية والذى يعد بمثابة أمن قومى للمواطن»، وأن الحلول الجذرية تبدأ بدراسة سوق الدواء ومعرفة الأصناف التى يمكن أن تتفجر بها الأزمات قبل أن تبدأ بشهور ، ويقترح الإسراع بإنشاء هيئة مستقلة للدواء تعنى بالملف الكامل له وتخضع للإشراف الصيدلي، ومقترح هذا المشروع مطروح أمام مجلس النواب حاليًا للبت وإبداء الرأى فيه . صندوق «المثائل» وحول تسعير الدواء يؤكد أهمية تحريك أسعار الدواء بشكل عادل ومتوازن بما يضمن توفير الدواء للمريض وتحقيق هامش ربح معقول يمكّن المنتجين من البقاء فى الأسواق دون تراجع ، ويشير إلى ضرورة إلغاء ما يسمى صندوق «المثائل» والذى يعنى ان يكون للمادة الخام الواحدة 14 مثيلا وبينهما تفاوت كبير فى السعر ، لذا يلزم قبل تطبيق إعادة تسعيرها الفصل بينها لتكون الزيادة متناسبة مع سعر كل مثيل منها ، وينوه إلى وجود نحو 14ألف صنف فى السوق تحتاج للمراجعة الدقيقة والعادلة قبل إعادة تسعيرها . حسابات خاصة أما الدكتور حسام أبو العينين عضو غرفة صناعة الدواء فيلفت النظر إلى أن شركات الأدوية خاصة العالمية تقوم بالإنتاج وفقا لحسابات خاصة بتحقيق هامش الربح فى المقام الأول دون النظر للبعد الإجتماعى واحتياجات المرضي، لذلك عندما زادت أسعار المادة الخام بما ترتب عليه زيادة التكلفة الإجمالية للمنتج توقفت هذه الشركات عن الإنتاج ، ويرى أن زيادة أسعار المستحضرات الطبية التى ليس لها بدائل هو أوقع الحلول العملية حتى لا تظهر أزمات جديدة فى سوق الدواء كل يوم . ويقول الدكتور أحمد ماهر «صيدلى» إن فتح الباب أمام تصنيع واستيراد المستحضرات الناقصة على مصراعيه، هو أمر ملح وضرورى ولابد أن يتم بشروط مخففة لكل الشركات، والابتعاد عن نظام التسجيل المصرى الروتينى، حيث إن الجلوس على «مائدة المفاوضات» بين الوزارة وبين منتجى الأدوية والاستماع إلى مشكلاتهم ووضع حلول لها هو السبيل الوحيد لتلافى أى أزمات مستقبلية كما يمثل إنقاذا للصناعة الوطنية ويقضى بشكل غير مباشر على السوق السوداء والاحتكارات والممارسات غير القانونية فى سوق الدواء . آراء المرضي ولكى تكون بداية حل الأزمة ذات جدوى كان لابد من الاستماع إلى رأى الطرف الرئيسى الذى يصب عنده فى النهاية جميع الجهود ووجهات النظر السابقة وهم المواطنون .. حاتم عبدالرحيم «موظف بجامعة حلوان» يقول إنه لابد من تدخل الدولة وإنهاء أزمات نقص الأدوية .. فوالدته 80 عاما تعانى من مرض الشلل الرعاش واعتاد أن يشترى العبوة من » سينمت« كل شهر ب 23 جنيها ، وفى آخر مرة قام بشراء الدواء أخبره الصيدلى بأنه أعطاه آخر العبوات الموجودة لديه مما جعله يشعر بالخوف أن تحدث أزمة فعلية فى الدواء فلا يجده بعد ذلك . وتقول منى هندى إنها أصيبت منذ أعوام بهذا المرض الذى أفقدها القدرة على التحكم فى الحركة، وأن الصيدلى نصحها بضرورة أن تحتفظ بأكثر من عبوة لديها لأنه يتوقع حدوث أزمة به، وتشرح ابنتها التى رافقتها لصرف الدواء بروشتة طبيب أن مرض الشلل الرعاش من الأمراض المزمنة والخطيرة والتى يجب أن يأخذ المريض علاجها بانتظام ، حيث لا يوجد مجال للمخاطرة فى أدوية تمثل حياة أو موت لدى المرضي.