كتب: شريف طه: صارت الحقيقة الدولية الجديدة أن السلاح النووي هو الأداة الاستراتيجية لحماية المصالح القومية لذلك سعت لامتلاكه. وتعود بدايات الاكتشاف الحقيقي للسلاح النووي إلي نظرية العالم الألماني اينشتاين عام1905 التي قادت إلي اختراع القنبلة الذرية, حيث أكدت نظريته أن المادة يمكن تحويلها إلي طاقة كما ان الطاقة يمكن تحويلها إلي مادة. وبينما أنهكت الحرب الدول الأوروبية واستنزفت طاقاتها ظلت الولاياتالمتحدة التي دخلت الحرب متأخرة بكامل عافيتها ولذلك استطاعت في تلك الفترة من التاريخ تدشين برنامج مانهاتن الشهير بإشراف العالمين انريكو واوبنهايمر. وفي16 يوليو1945 م قامت أمريكا بتفجير تجريبي للقنبلة الذرية في صحراء الماجوردو بولاية مكسيكوالأمريكية. وما إن نجحت أمريكا في صنع سلاح الموت بقوته التدميرية الرهيبة غير المسبوقة في التاريخ حتي استغلت ذريعة معركة( بيرل هاربر) لتلقي أول قنبلة ذرية في التاريخ الإنساني علي مدينة هيروشيما اليابانية في6 أغسطس ثم أعقبتها بثانية علي مدينة ناجازاكي في9 من الشهر نفسه لتحول المدينتين إلي ركام وتقتل مئات الآلاف من اليابانيين بجانب اعداد كبيرة من الجرحي والمعوقين والمشوهين, وما زالت آثار تلك الكارثة الرهيبة ماثلة للعيان, وأدي إلقاء القنبلة الفتاكة إلي اعلان امبراطور اليابان استسلام بلاده ونهاية الحرب الكونية الثانية. وهكذا افتتح الأمريكيون النادي النووي عام1945 ليبدأ السباق المحموم لامتلاك ناصية هذا السلاح المدمر. .. فظاعة السلاح النووي لم تردع الاتحاد السوفيتي السابق بل دفعته دفعا نحو العمل لسرعة امتلاكه فامتلكه في ظرف عامين ودخل مع أمريكا في صراع تسلح نووي رهيب. وما إن جاء عام1954 م حتي استضاف نادي الموت النووي العضو الثالث( بريطانيا) التي تمكنت من تفجير قنبلتها النووية في أكتوبر من ذلك العام, وكان عام1960 م علي موعد لدخول فرنسا ذلك النادي المدمر في فبراير من العام نفسه, وانضمت الصين إلي النادي في نوفمبر1964 م. أي أن هناك خمس دول قامت بتجارب نووية قبل عام1967 م وهي الوحيدة التي تعد رسميا قوي نووية: الولاياتالمتحدة وروسيا وفرنسا وبريطانيا والصين. وهذه الدول هي الوحيدة التي يسمح لها قانونيا بامتلاك سلاح نووي بموجب اتفاق عدم انتشار الأسلحة النووية, الذي وقع في1968 م. فامتلاك أسلحة نووية يتطلب توقيع اتفاقات ضمانات مع الوكالة الدولية للطاقة النووية. وفي عام1974 م انضمت إليه الهند بعد ان فجرت قنبلتها الذرية وبهذا أصبح عدد الدول النووية ستا, وعلي رغم أن إسرائيل لم تعلن تفجيرها لقنبلة ذرية فإنها إحدي الدول التي تمكنت من امتلاك السلاح النووي بل انها تعد الدولة الخامسة نوويا بامتلاكها أكثر من200 رأس نووي متقدمة علي بريطانيا التي في ترسانتها أكثر من180 رأسا نوويا. وفي11 مايو1998 م دعمت الهند قوتها النووية بخمسة تفجيرات نووية, وردت باكستان بست تفجيرات نووية, وبتلك التفجيرات الباكستانية فتح النادي النووي بابه علي مصراعيه لتدخله باكستان, وفي عام2009 م دخلته أيضا كوريا الشمالية. وتمتلك تسع دول الأسلحة النووية المقدر عددها بثلاثين ألف سلاح تقريبا في العالم. وتتمثل هذه الدول بالصين وفرنسا والهند وإسرائيل وكوريا الشمالية وباكستان وروسيا والمملكة المتحدةوالولاياتالمتحدة. والواقع أن أكثر من1500 سلاح منها معد للإطلاق من دون سابق إنذار, وموضوع في حالة تأهب علي مدار الساعة.