استظل رسول الله في ظهر يوم حار بظل شجرة فنام بينما علق سيفه علي احد فروعها, فلمحه احد الكفار وخطف السيف وهدد بقتل الرسول قائلا: من يحميك مني الآن؟.. فرد الرسول: ربي يحميني. فسقط السيف من يد الكافر وأخذه الرسول ثم تحدث للكافر الذي اراد قتله قبل ثوان وخاطبه: من يحميك مني الآن؟, فرد الكافر: حلمك يارسول الله.وهكذا كان النبي صلي الله عليه وسلم حليما حتي مع من اراد قتله. ويحكي ان الخليفة عمر بن عبد العزيز خرج ليتفقد أحوال رعيته, وكان في صحبته شرطي, فدخلا مسجدا وكان مظلما, فتعثر عمر برجل نائم, فرفع الرجل رأسه وقال له: أمجنون أنت؟ فقال عمر: لا. وأراد الشرطي أن يضرب الرجل, فقال له عمر: لا تفعل, إنما سألني: أمجنون أنت؟ فقلت له: لا. وهنا ايضا حلم الخليفة سبق غضبه, ولم ينفعل عندما وصفه احد العامة بالجنون, ولم يدفعه سلطانه وقوته إلي البطش به. فالحلم صفة من صفات الله تعالي, فهو الحليم, يري معصية العاصين ومخالفتهم لأوامره فيمهلهم, ولا يسارع بالانتقام منهم. قال تعالي: واعلموا أن الله غفور حليم. وفي فقه السنة يعني ضبط النفس وكظم الغيظ والبعد عن الغضب ومقابلة السيئة بالحسنة. وتقول كتب السيرة ان الرسول صلي الله عليه وسلم قال لأحد الصحابة: إن فيك خصلتين يحبهما الله: الحلم والأناة. ثم ونحن في رمضان شهر الفضائل والقيم العظيمة يخرج علينا سلفيون وغيرهم ويدعون الي مقاطعة الصلاة علي اللواء عمر سليمان ويعتبرونها حراما ويجادلون في شرع الله. وآخرون افتوا بتحريم توصيل القساوسة للكنائس حتي رد احدهم علي صاحب هذه الفتاوي بان قولكم سفاهة. السؤال: هل هؤلاء مسلمون حقا؟. فالمسلم من جعل حلمه صفة لازمة له. المزيد من أعمدة محمد أمين المصري