أكد الرئيس عبد الفتاح السيسى أن قضية القدس هى قضية الحق والعدل فى مواجهة سياسات القوة وإقرار الأمر الواقع ومكافأة المحتل، لذلك تحديداً كان الاصطفاف العربى والإسلامى والدولى غير المسبوق رفضاً لأى محاولة للمساس بوضعية هذه المدينة العزيزة علينا جميعاً، أو بحق الشعب الفلسطينى الأصيل، وغير القابل للتصرف فى أن يقرر مصيره ويحقق الاستقلال فى دولته وعاصمتها القدسالشرقية. جاءت تأكيدات الرئيس فى كلمة مصر أمام القمة الإسلامية الطارئة حول القدس، التى استضافتها مدينة إسطنبول التركية أمس، والتى ألقاها نيابة عنه سامح شكرى وزير الخارجية. وأضاف: واجبنا هو أن نقف وقفةً حازمةً وواضحة نعلن فيها أننا نرفض أن يتحول العالم إلى غابة ينتصر فيها المحتل على الشعب الأعزل الذى لا يملك سوى الحق والقانون والعدل. وأكد أن مصر لا تقبل أن يكون التعامل مع القدس خارج نطاق الشرعية الدولية، ولن يتسامح الشعب المصرى مع أى تفريط فى حقوق الشعب الفلسطينى، وأى إجراءات تزعزع استقرار المنطقة وتوفر الذرائع للمتطرفين والإرهابيين وأعداء السلام والاستقرار، وأوضح أن مصر، التى التزمت منذ عام 1948، بالدفاع عن حقوق الشعب الفلسطينى، وبذلت فى سبيل ذلك كل غال ونفيس ستستمر فى الدفاع عن هذه الحقوق بكل صلابة وقوة. وستكون فى طليعة كل تحرك عربى أو إقليمى أو دولى لدعم وتثبيت هذه الحقوق، وإبطال أى محاولة للالتفاف عليها.وقال: يتعين علينا أن نؤكد أننا لا نجتمع فقط لنصرة القدس أولى القبلتين وثالث الحرمين ومسرى الرسول الكريم فقط، بل إنصافاً للحق التاريخى غير القابل للتصرف للشعب الفلسطينى، الذى يتعرض لمأساة مستمرة منذ سبعة عقود تجسد الأزمة المصيرية التى يواجهها المجتمع الدولى والشرعية الدولية. وطرح تساؤلا هل نهدر القانون الدولى والمبادئ الحاكمة للنظام الدولى، ونقر اغتصاب الحقوق القانونية والأخلاقية والإنسانية بالقوة؟ وأشار إلى إن أى تغيير لوضعية القدس، هو مكافأة للاحتلال وإزهاق لحق تاريخى وقانونى للشعب الفلسطينى يجعل من كل حديث عن السلام، أو عن نظام دولى يلتزم بالكرامة وحقوق الإنسان لا طائل من ورائه.واكدت الكلمة أن مصر تستنكر القرار الأمريكى الأحادى المخالف للشرعية الدولية، ولا تعتبره منشئاً لأى آثار قانونية أو سياسية وليس من حق أى طرف، مهما كان، أن يتصور أن بإمكانه القفز على القانون الدولى والحقوق التاريخية، ليضفى الشرعية على اغتصاب الأرض والحق. وقال: إن كل مساس بوضعية القدس يعنى تهديداً صريحاً لحل الدولتين، ويفتح الباب على مصراعيه أمام احتمالات وخيمة. وشدد على أن استقرار المنطقة والعالم لا يحتمل أى تحرك غير محسوب العواقب تجاه القدس، ولا يمكن أن يتحقق فى ظل عدم المبالاة بمشاعر مئات الملايين من العرب والمسلمين والمسيحيين فى أنحاء العالم. كما أن السلام لا يمكن أن يتأسس على استمرار الظلم التاريخى الذى يتعرض له الشعب الفلسطينى.