عمر رب أسرة سنه 45 عاما، يعاني شلل الأطفال، ونشأ في أسرة بسيطة الحال، إذ كان والده يعمل ترزيا، ورحل عن الحياة إثر إصابته بذبحة صدرية، والتحق عمر بوظيفة ضمن نسبة ال 5% معاقين، ثم تزوج فتاة رشحها له أحد أقاربه، وأقاما في منزل والدته، وأنجبا طفلة وحيدة، ثم أصيبت والدته بأورام خبيثة وأجريت لها جراحة تم فيها استئصالها، ثم خضعت لجلسات العلاج الكيميائي والإشعاعي، وفي أثناء ذلك لم تتحمل زوجته رعايتها، فانفصلت عنه، ثم تزوجت من آخر، وتولي هو رعاية أمه المسكينة، بقدر استطاعته، إلي أن رحلت عن الحياة إثر صراع مرير مع المرض اللعين، وبعدها شعر عمر بآلام شديدة في عينه اليمني وخضع للفحوص والأشعات الطبية، وتبين إصابته بورم خبيث في عينه، وأجريت له جراحة عاجلة تم فيها تفريغ العين وزرع عدسة زجاجية تجميلية..وهكذا يجد نفسه عاجزا، إذ تحيطه الهموم من كل جانب خاصة بعد رحيل والدته، وتخلي زوجته عنه في أحلك الظروف، كما أنه يتمني أن تقيم ابنته معه، فهي في الصف الأول الإعدادي، وتحتاج إلي مصاريف دراسية ومتطلبات معيشية، لكنه لا يستطيع توفيرها لها، فراتبه لا يتعدي ثلاثمائة وخمسين جنيها،ولذا فهو يقتصر علي رؤيتها فقط من وقت لآخر، وكل ما يتمناه عمر هو أن يجد من يسانده في تجاوز المحن التي تعرض لها نفسيا، ويساعده في توفير نفقات علاجه، ومتطلبات الحياة. إيناس الجندى