سليمان رب أسرة فى سن الأربعين، تزوج إحدى قريباته، وأنجب منها ثلاث بنات، هن حسب ترتيب أعمارهن شيماء 17 سنة، وأسماء 15 سنة، وبسمة ثمانى سنوات، ولكن لم تدم هذه الزيجة طويلا، إذ ضاقت به الحال لقلة دخله، فطلبت زوجته الانفصال، وبمجرد أن نالت مرادها تركت له بناته، وتزوجت من شخص آخر، ولم تعبأ لصرخات بناتها وتوسلاتهن لها لحظة خروجها من المنزل، وآثرت حياتها الجديدة عليهن، ولم يجد هذا الأب بدا من أن يحتوى بناته ويقوم بدور الأم أيضا، فشعرت الابنة الكبرى بمعاناته النفسية والاقتصادية، فانقطعت عن التعليم، واكتفت بحصولها على الشهادة الإعدادية، واختارت أن تكون أما لشقيقتيها، وأصبحت بين ليلة وضحاها هى المسئولة عن إعداد الطعام، وغسيل الملابس، وتنظيف المنزل، وتدبير شئونه، ومتابعة شقيقتيها فى المذاكرة، وهكذا سارت الأيام بحلوها ومُرها. ومنذ عدة شهور أصيبت الوسطى بأورام فوق العين اليمنى، وأجريت لها أربع جراحات لاستئصالها، ومازالت تحتاج إلى جراحة أخيرة تجميلية حتى تعود منطقة العين إلى طبيعتها، كما أنها تعانى تشوها فى ساقها اليمنى إذ يزداد حجمها عن الساق اليسرى بشكل لافت للنظر، فاصطحبها أبوها برفقة شقيقتها الكبرى وتم عرضها على أحد الأطباء، وخضعت للفحوص والأشعات، وأفاد أن هناك خللا فى أنسجة وأوعية الساق، وأنها تحتاج إلى عدد من الجلسات حتى يقل التورم، وتستقر حالتها، ولكن ثمن الجلسة الواحدة ستة آلاف جنيه، وبالطبع لا يستطيع والدها توفير نفقات علاجها على الإطلاق، فدخله ضئيل، ولا يكفى حتى النفقات المعيشية اليومية.. وكل ما يرجوه هو أن يجد من يساعده فى علاج ابنته؟. إيناس الجندى